رواية اه يا ولد الهلالي للكاتبة اماني سيد هي حكاية تنبض بالمشاعر وتفيض بالصراعات الداخلية والخارجية، حيث تتقاطع الأقدار وتتشابك المصائر في قصة حب مختلفة لا تخضع للمنطق أو الزمن.في رواية اه يا ولد الهلالي، يعيش القارئ حالة من الانجذاب العاطفي والتوتر النفسي، وسط أحداث متسارعة تكشف أسرارًا مدفونة وقرارات مصيرية تغير كل شيء. الرواية لا تقدم حبًا مثاليًا، بل واقعيًا، مليئًا بالتحديات والتضحيات.
رواية اه يا ولد الهلالي من الفصل الاول للاخير بقلم اماني سيد
ولد الهلالي...
اللي اتربّى على ضهر الخيل، وشبعان كرامة من صغره،
اللي لو غاب، تفضل الهيبة تمشي مطرحه،
ولو نطق، يسكت الكبار قبل الصغار
فى أرض الرجولة.... لايحكم إلا ولد الهلالى
جليله ، ست كبيرة، بس هيبتها تسبقها، كانت قاعدة في "الفسحة" تشرب فنجان القهوة، والهدوء ساكن حواليها.
فجأة، دخل عليها الغفير وهو بيجري، ووشه مفزوع:
ـ "يا حاجّة جليله ! يا حاجة جليله !"
ـ "خير يا غفير؟ مالك مفزوع كده؟"
ـ "العمدة... العمدة يا حاجه جليله... اتضرب بالنار! دلوقتي في المستشفى وبينزف!"
قامت جليله بسرعة، ووشّها اتغير، والفنجان وقع من إيدها واتكسر على الأرض:
ـ "إنت بتقول إيه يا غفير الشوم؟ نهارك اسود! جبت الكلام ده منين؟!"
ـ "الغفير عوّض هو اللي بلغني بنفسه... وأنا جيت أجري أقولك."
عدّلت جليله طرحتها على راسها، وخرجت تِجري من البيت والغفير وراها.
وصلت المستشفى، وكانت مقلوبة فوق تحت، الناس بتجري والدكاترة مشغولين.
شافتها واحدة من الممرضات، راحت عليها بسرعة:
ـ "حاجّة جليله، إنتي جاية تدوري على العمدة؟"
ـ "فينه؟!"
ـ "في العمليات... بينزف كتير... ومش لاقيين فصيلة دمه!"
ـ "يعني إيه؟!"
ـ "يعني لو ملحقناهوش... ممكن يدخل في غيبوبة أو... لا قدر الله..."
قاطعتها جليله بصوت عالي ومرعوب:
ـ "اخرسي! ماتتكمليش! ابني هيبقى كويس... وزين!"
ـ "بس يا حاجّة... فصيلة دمه AB سالب... ودي نادرة جدًا."
جليله وقفت مكانها، وشها شاحب، وسرحت:
زمرة دمه نفس زمرة دم أبوه...
بصّت للغفير وقالت بأمر واضح:
ـ "تروح حالًا على بيت منصور وتجيبهولي!"
ـ "بس يا حاجة... منصور مات من سنتين، والعمدة قاسم لسه بيبعتلهم الشهرية."
قعدت جليله على أقرب كرسي، وبتحاول تتمالك نفسها وهي بتفتكر:
منصور... الوحيد اللي كان عنده نفس الزمرة، عشان كده جوزي الله يرحمه اشترى له بيت جنبنا، وخلاه يشتغل في المكتب بدل الأرض...
بصت للغفير تاني، وقالت:
ـ "مين من ولاده موجود دلوقتي؟"
ـ "بنته... وابنه، بس الولد لسه صغير."
ـ "هاتلي بنته... حالًا!"
ـ "بس يا حاجة... ممكن ما تكونش نفس فصيلة الدم!"
ـ "ما تقاطعنيش! روح هاتها دلوقتي، واجمعلي كل الفلاحين اللي في الأرض! عايزة أعرف مين فيهم دمه زي دم ابني!"
الغفير خرج يجري، وراح على بيت منصور، وبعد شوية رجع ومعاه فضه، بنت منصور.
دخلت فضه المستشفى وقلبها بيخبط في صدرها زي طبول المولد.
عينها بتلف جوه المستشفى، حاسه بتوهان
مش بس عشان نِدَهوا عليها، لا… ده قلبها هو اللي جابها، مش الغفير.
كانت إيدها بتترعش وهي بتشد طرحتها على راسها أكتر، وبتحاول تبان ثابتة... بس جواها زلزال.
الدمعة نطّت من عنيها قبل ما تلحق تمسحها...
مش عشان بس ابن العمدة، ولا اللي ساعدهم بعد ما أبوها مات...
لكن عشان هو قاسم.
اللي كل ما أمّها كانت تتكسف تطلب، كان هو اللي يوصّل الشهرية بنفسه... عمره ماشافها لكن دايما هى كانت بتبصله من بعيد
زى النجم العالى اللى بتبصله وهو فى السما
كان امانها من غير مايعرفها
وصلت فضه لمكان الحاجه جليله
كانت واقفة في نص الطرقة، وشها مش باين عليه لا دموع ولا وهن كانت جامده وصلبه زى الحديد
لكن عينيها فيها لهيب،
ولما شافتها، قالت بنبرة مفيهاش عواطف:
ـ "إنتِ فضه بنت منصور؟"
هزّت كلثوم راسها بسرعة، وقالت بهمس:
ـ "أيوه يا حاجه جليله، أنا هي..."
قاطعتها الحاجة جليله بصوت جامد:
ـ "هتروحى دلوقتي مع الممرضه وهتاخد عينه من دمك لو طلعت نفس فصيله العمده هنسحب منك ؟"
تحدثت كلثوم مطمئنه الحاجه جليله
ـ ماتقلقيش يا حاجه هى نفس فصيلته
ـ وانتى عرفتى منين
ـ لأنه نفس فصيله د*م بابا وكنت بتبرعله لما كان تعبان
ـ لو ابنى ربنا نجاه حلاوتك هتبجى كبيره أوى مش هتخطر على بالك
نادت الحاجه جليله على الممرضة اللى اخدتها عشان تتأكد من فصيله دمها
وبعدها اتبرعتله بدم*ها وقدروا ينقذوه
فى ذلك الوقت طلبت جليله من الغفير أن يجعل كل العمال يقوموا بعمل تحاليل د*م
وطلبت من الدكتور أن يجعل النتايج المتشابهه سر معها و افق الدكتور
بعد فتره
انتهت فضه وخرجت من الغرفة قابلت الحاجه جليله شيعت وجابتلها وكل وعصير
ـ إيه ده يا حاجه جليله كتر خيرك انا ماجتش هنا عشان عايزه مقابل
ـ وهو برضو لو هيكون في مقابل هيكون وكل وشرب
الوكل ده عشان تعوضى اللى فقدتيه افرضى احتاجتا دم تانى وقتها هنسحب منك إزاى
ـ عندك حق ، جلست فضه تأكل الطعام الذى جلبته لها الحاجه جليله
بعد فتره خرج الدكتور من غرفة العمليات واتجه لمكان جلوس الحاجه جليله
ـ حاجه جليله
ـ خير يا دكتور ابنى عامل ايه
ـ الحمد لله قدرنا ننقذه الرصاصة كانت جمب القلب وقدرنا نخرجها بمعجزه هو هيفضل موجود معانا في العنايه المركزه لحد ما يخرج من العمليات
وضعت جليله يدها على صدرها وتتمتم بالحمد
ـ الحمد لله يا دكتور
تحدثت فضه مسرعه
ـ طيب مش هيحتاح نقل دم تانى
ـ لأ خلاص كده ولو احتاجنا حاجه هنبلغك
نظرت لها الحاجه جليله بطرف عينها على تسرعها فى الحديث ، تركهم الدكتور ورحل ووجهت جليله حديثها كلثوم
ـ الحمد لله يا فضه قاسم بقى بخير هبعت الغفير يوصلك لبيتكم زى ماجابك
ـ طيب استنى معاكى يمكن تحتاجى حاجه
ـ لأ لحد كده توشكرى انا لو احتاجتك تانى هبعتلك الغفير يجيبك مره تانيه زى مجابك قبل كده
صمتت فضه لم تجد مبرر لوجودها فرضخت لحديث الحاجه جليله وانصرفت مع الغفير
بعد فتره قليله أمتلئت المستشفى بأهل قاسم بأعمامه واخواله
فقد أتى الجميع ليطمأن عليه عندما دخلوا
وجدوا جليله جالسه بهيبه أمام غرفه غرفه العمليات منتظره خروج ابنها
اقترب منها عفيفى عم قاسم الصغير وسألها عن وضعه
ـ طمنينا يا حاجه جليله قاسم عامل ايه دلوقت
البلد كلها بتتكلم عن العيار اللى صابه
ـ قاسم بخير دلوقت وهيبقى بخير بإذن الله.
ـ طيب ليه مكلمتناش اول ماعرفتى وسبتينا نعرف من الغريب ، انتى عارفه قاسم مش بس خطيب بنتى لأ ويبقى ابن أخويا يعنى لازم اكون أول واحد يعرف
ـ نظرت لهم جليله بشموخ وتحدثت بثقه
ـ ابنى زين ومالوش داعى اجلجكم فى حاجة بسيطة زى دى
اقترب منها اخو زوجها الأكبر وصفى
ـ إزاى مالوش لزوم يا حاجه جليله ده ابنى اخوى يعنى لازم نبجى أول الحاضرين افرضى احتاج نقل دم ولا حاجه وقتها نعرف نتصرف
ـ مشكور يا وصفى كل حاجه عندنا ليها حل قبل ما تحصل واللى حصل لقاسم لأول ولا آخر مره تحصل
.. ومش قاسم اللى يتخاف عليه لأ ده يتخاف منه واللى عمل العمله دى زمانه دلوقتي خايف كيف القط
تحدث عفيفى مؤكداً على كلام جليله
ـ عندك حق يا حاجه جليله قاسم مايتخافش عليه وبكره لما يجف على رجليه هيعرف يحاسب اللى عمل إكده فيه
ـ كلامك زين يا عفيفى
ثم نظرت للجميع
ـ شكرا على مجيتكم يا رجاله بس دى مستشفى والزيارة ممنوعه .... لكن أول ما قاسم يفوق هيعزمكم كلكم ويطمنكم عليه تقدروا تمشوا دلوقتي وانا هشيعلكم كلكم أول مايخرج
دعى الجميع له أن يقوم بالسلامة وبعدها انصرفوا
وظل عفيفى و وصفى بجانب الحاجه جليله الى ان خرجت الممرضة وذهبت للحاجه جليبه وعلى وشها سعاده
ـ حاجة جليله قاسم بيه فاق ورايد يشوفك
ـ بجد يا بنت الناس
ـ تعالى معايا وتشوفى بنفسك
حاول أعمامه الدخول معها لكن اشارت جليله للممرضه بعينيها أن تمنعهم من الدخول لقاسم
وبالفعل
رفضت الممرضة أن يدخلوا بحجه عدم ازعاج المرضى الاخرين و قوانين المشفى وايدتها جليله مما جعلهم يوافقوا على حديثها
دخلت له جليله غرفه العنايه واطمئنت عليه
لم تُرِد جليلة أن يراه أحد بهذا الضعف، هي تريد أن يروه كما اعتادوا أن يروه دائمًا… أسدًا وسط الضباع، وهيبته تسبق خطاه، لا طريح سرير تُغذيه الأنابيب وتُراقبه الأجهزة.
اقتربت من سريره بهدوء، كأنها تمشي فوق الغيم، وكل خطوه فيها شوق وخوف .
تمتم قاسم بصوت ضعيف
ـ حاجة جليله
ردت وهي بتحني جسمها ناحيته:
ـ نعم يا قاسم… أنا هنا.
ـ أنا فين؟
ـ في المستشفى والحمد لله عدّت ربك كتبلك عمر جديد.
حاول يتحرك، لكن جسده خانه، فمدت إيدها تمسك إيده بحنان لم يظهر إلا له
ـ "ما تتعبش روحك… أهم حاجة إنك فوقت."
نظر ليها بنظرة فيها ألف سؤال، لكنه اختصر كل حاجة بكلمة واحدة:
ـ مين؟
فهمت على طول قصده، وقالت:
ـ انت أدرى منى .. المفروض أنا اللى اسالك
شدّ قاسم على إيد
ـ جليلة… عايز أخرج من هنا.
ـ ليه كده؟ انت لسه بتاخد علاجك، و...
قاطعها، وصوته رجّع الهيبة للأوضة
ـ "أنا ما اتخلقتش عشان أتعلّق في خرطوم، ولا أتسند على أجهزة…
أنا جبل يا جليلة… والجبل ما يعتمدش على حد.
أنا قاسم الهلالي… لو اتكسر، يتكسر واقف… مش نايم وسط البياض دا."
اتسعت عينيها، وشافت الشرارة في نظرته، رغم الهزال…
قال وهو بيحاول يرفع ضهره:
ـ "أنا مش عايز حد يشوفني كده… لا أخ، ولا صاحب، ولا حتى عدو.
أنا عايز أخرج… قبل ما نظراتهم تبقى نار على جلدي.
ـ بس يا قاسم… دا جسمك لسه ما طابش.
ـ ماتقلقيش انا هتفق مع حد من الممرضين يبجى يجيى يغيرلى على الجرح في البيت والعلاج اللى هاخده هنا هاخده فى البيت
سكت لحظة ثم أكمل
ـ "اللي ضربني ما فرحش بمو*تى بس لو شافني كده، هيفرح.
وعمري ما أديّه الفرصة دى لا له. ولا لغيره."
جليلة بلعت ريقها، وحست إنها قدام قاسم اللي الناس كلها بتهابه، حتى وهو طريح الفراش.
وقررت تنفذ كلامه
ـ هدومك هتكون جاهزه بكره الصبح . بس لما تطلع، ما تورّيش ضعفك حتى لنفسك.
صمتت قليلاً كادت أن تتحدث معه بخصوص فضه ولكنها قررت أن تؤجل الحديث لحين تتحسن حالته الصحية
تركته ورحلت ووجدت اعمامه منتظرينها بالخارج
طمأنتهم عليه وطلبت منهم الرحيل وبالفعل غادروا على وعد أن يأتوا لها غداً صباحاً
عندما تأكدت جليله من رحيلهم استدعت الغفير
ـ بقولك ايه يا عوض انت والغفير التانى واحد يقف بره الاوضه دى وواحد من جوه أى حركه كده ولا كده اضر*ب فى المليان انت فاهم وأكد على الغفير التانى بكده وانا هوصل للبيت وهعاود تانى
ـ اوامرك يا حاجه جليله
تركتهم جليله ورحلت بعد أن اطمأنت على أبنها
وصلت الحاجه جليله السرايا وصعدت لغرفه ابنها ووضعت له ملابسه داخل حقيبه صغيره
وبعدها دخلت غرفتها حتى تبدل ملابسها وبعدها اتصلت على الدكتور اللى اخبرها بعدم وجود نفس فصيله د*مه فى كل الذين اتوا وحللوا
اغلقت جليله معه وجلست تفكر في أحداث اليوم واتخذت قرارها وقررت أن تتحدث مع عفيفى اولا وتقنعه فى أمر زواج ابنته من قاسم ولكن أن تزوجه من فضه فى نفس اليوم فهى لا تريد أن تخسر عفيفي
ساعتها ممكن الإيد تتصافح، والنية تتلفّ.
وأنا مش هدّي لأخوه ورقة يلعب بيها ضدى
أمسكت الهاتف واتصلت على عفيفى الذى أجابها مسرعاً وطلبت منه أن يأتى لها غدا قبل أن تذهب لقاسم المستشفى مره اخرى
وافق عفيفى على طلبها وبالغعل فى اليوم التالى ذهب إليها عفيفى مبكراً وجدها جاله فى حديقه المنزل منتظراه وامامها شنطه ملابس صغيره
ـ خير يا حاجه جليله
ـ خير يا عفيفى أنت عارف ليه أنا جايباك هنا
ـ لأ انا منمتش من امبارح
ـ انت طبعا خابر مين اللى عمل العمله دى فى قاسم
ـ أنا مش متأكد يا حاجه لان وصفى كان معايا وقتها
ـ مهو مش هينفذ بإيده يا عفيفى ولو كان قاسم جراله حاجه كان زمانه دلوقتي بيحاول يكوش على كل حاجه بالقوه
ـ الحمد لله قاسم ربنا يطول في عمره
ـ وعشان كده أنا عايزاك فى حاجتين أولا الجنينه الشرقيه هتبقى تحت يدك
وثانيا يوم فرح نجمه هتكون فى عروسه تانيه...فضه
ـ كلام ايه ده يا حاجه
لم تجعله يكمل كلامه واكملت هى
ـ اسمع كلامى ده زين يا عفيفى ماتبجاش زى النسوان انها انهارده قاسم انصاب ومكناش لاقيين د*م
لحد ما جبنه فضه وحللنالها وطلع د*مها زيه لولاها كان زمان قاسم فى خبر كان
ـ وده علاقته ايه بجوازه من بنتى
ـ افرض انصاب تانى والبت دى اتجوزت وقتها هنعمل ايه ؟؟
ـ يعنى ايه
ـ يعنى قاسم لازم يتجوز فضه والعيل اللى هيجيى د*مه يا هيكون نفس فصيلتهم وقتها لو حصل حاجه نقدر ننقذه
عفيفي بصّ لها باستغراب، ولسانه عاجز عن الرد.
ـ يعني انتي شايفة إن الجواز ده عشان فصيلة الد*م؟
هزّت راسها بعناد، وقالت بصوت كله قوة:
ـ "أنا شايفة إن الجواز ده… عشان العمر.
عشان لو الزمن لعبها تاني، يكون قدامنا حل.
احنا ما صدقنا لقينا د*م زي د*مه،
ـ طيب ماندور تانى يمكن نلاقى حد من العمال نفس فصيلته
ـ وأنا مستنياك تقولى كده انا خليت كل العمال يحللوا وقبل ما اكلمك النتايج ظهرت ولا واحد فيهم نفس فصيلته
ظل عفيفى حيران لا يعلم ماذا يقول قاطعت جليله تفكيره
ـ ماتفكرش كتير يا عفيفى بنتك مش هتتساوى ببنت منصور
نجمه بنت حسب ونسب ومتعلمه ومن د*مه
انما فضه للخلفه والخدمه ها قولت ايه
عفيفى ******.
تفتكروا هيوافق وهل نجمه وقاسم هيوافقوا ؟؟
وهل فضه هتقبل الوضع ؟؟
↚
فضل عفيفى ساكت هو عارف ومتأكد إن استحاله نجمه توافق
ـ المشكلة مش فيه يا حاجه جليله المشكلة فى نجمه استحاله توافق
ـ اقنعها يا عفيفى واضغط عليا وهى بتحبه مع حبه ضغط هتوافق
ـ ربنا يسهل يلا بينا نروح لقاسم عشان منتأخرش عليه
ـ تمام بس مش عايزاك تكلمه فى حاجة سبنى أنا اللى اكلمه
ـ حاضى
ذهبت جليله للمستشفى برفقه عفيفى ووجدوا قاسم قاموا بإخراجه من غرفه العنايه ووضعوه فى غرفه عاديهو
دخلت إليه جليله واعطته ملابسه وانتظرت فى الخارج الى ان ارتدى ملابسه وبعدها دخلوا عليه الغرفة وجدوه جالسا ساندا ظهره على السرير اقترب منه عمه وسلم عليه واطمأن عليه وبعدها جليله
ـ عامل ايه انهارده يا ولدى
ـ بخير انا كلمت الدكتور وهخرج دلوقتي قبل نا يجيى حد يزورنى هنا مش عايز حد يجيى يلاقينى فى المستشفى
ـ يا قاسم خليك مرتاح واحنا نلغى الزيارات خالص
ـ لأ يا عمى وكلم الغفر يجهزوا عجلين ند**بحهم ونوزعهم على الغلابه وانا بنفسى هحضر الد***بح
ـ أنت دماغك ناشفه زى ابوك يلا بينا
خرجوا من المستشفى ووصل قاسم البيت ووقف فى وسط الغفر واداهم التعليمات وبعدها طلع غرفته ارتاح
خلال الوقت ده كان وصل السرايا جميع أهله ليطمأنوا عليه من ضمنهم نجمه
صعدت جليله لغرفه ولدها تطمأن عليه وجدته بدأ يستيقظ من غوفته
جلست أمامه وبدأت تتحدث معه
ـ أنت عارف مين اتبرعلك يا قاسم
ـ مين
ـ فضه بنت منصور .. انا جبت كل عمال البلد وخليتهم يحللوا ولا واحد منه طلع نفس فصيلتك هى الوحيدة اللى نفس فصيلت دم**ك
عشان كده لازم تتجوزها يا قاسم
ـ وليه لازم يا حاجه منرضيها بقرشين
ـ إحنا لسه متاكدناش من اللى عمل كده وافرض حصلك حاجه تانى وقتها نعمل إيه ؟؟
نقعد نولول؟ ولا نرجع ندور على نقطة دم؟!
ـ يعني أتحامى في حرمة؟!
دى آخرتها؟
أنا أموت واقف… أكرملي!
ـ ما تقولش كده تاني!
أنا ما ربتكش عشان أدفنك ناقص،
أنا عايزاك تتجوزها وتخلف صبيان يشيلوا دمّك واسمك!
ـ ونجمة؟!
هى فين وسط كلامك ده كله؟
أنا مديت إيدي لعمى واديت وعد،
ونجمة… من لحمى ودمى!
ـ وعدك هتنفذه وعفيفى موافق
نجمة ممكن عيالها تاخد فصيلة دمها،
وقتها هنقعد نبص لبعض ونسأل: "نعمل إيه؟!"
لكن فضة… دمّها دمّك،
وأنا اتكلمت مع عفيفي،
وقال هيجنّع البت نجمة،
هيكسرها بكلمتين وهتوافق!
ـ إنتي دماغك فيها إيه يا أمه؟!
جليلة (واقفة بصدرها العالي)
ـ فيها "قاسم ولد الهلالي"…
يتجوز الاتنين!
آه يا ولدي، تتجوز الاتنين!
حرمة للعِشرة… وحرمة للسند!
إيه يعني؟مش قدّها؟
ـ فضة لو اتجوزتها كده تبقى مهانة،
وأنا ما أرضاش على بنت منصور الذل!
ـ اللى تتجوز قاسم هتبجى ست البلد كلها والكل تحت اشاره منها
سكتت جايله تنظر لملامح ابنها واكملت بعد ذلك
ـ اتجوزها وخلف وعملها زى مانت عايز أهم حاجة تخلفلنا صبيان كتير
فكر في كلامى زين يا قاسم
نجمه مش هينفع تسبها لانها مكتوبه ليك من وانتوا صغار لو سبتها كل البلد هتتكلم عليها وعمك ممكن يحط ايده فى ايد اعدائك
وفضه هتخلفلك العيل اللى هيشيل دمك
عشان كده فكر زين ورد عليا بليل
صمت قاسم يفكر في حديث والدته ولم ينكر اقتناعه الداخلى بحديثها
امتلئت السرايا بالضيوف ووجلس قاسم وسطهم بهيبته كأنه لم يكن في اليوم السابق بين الحيا والمو*ت
كانت نجمة تنظر إليه بخجل وسعادة،
مجرد إنه أصبح بخير… كان كفاية علشان قلبها يرتاح.
كل لحظة كانت تعدي، كانت تقربها من اليوم اللي هيجمعها بيه،
وكانت تحسب الأيام زي ما العاشق بيعدّ دقات قلبه.
في كل مرة تشتري فيها ملابس،
كانت تختار الألوان اللي يحبها، القصّات اللي تليق عليها ،
كأنها بتجهّز نفسها ليومه،
ليوم تشوف في عيونه إنها "اللي كان مستنيها."
لم ترَ رجلاً غيره…
هو وحده، كل الرجالة في نظرها،
كلما كبرت… كبر حبه جوّاها،
اتزرع فيها زى جدور شجره واتمكنت من الارض وكأن قلبها اتخلق ليه.
كانت تتخيل اليوم اللي هيمسك فيه إيديها،
اللحظة اللي هيشوفها فيها عروسه…
وهي واقفة قدامه، وجمالها كله بيقول له:
"أنا ليك."
تتمنى لمسة منه،
نظرة تطبطب على خوفها،
تتمنى يسمع صوت قلبها قبل ما تسمع هي صوته.
كانت بتحبه بكل تفصيلة فيها،
بضحكتها، بخجلها، بانتظارها،
وبتتحايل على الأيام تمشي أسرع…
علشان تبقى حلاله.
جلس قاسم وسط الحضور وتحدث بهيبته المعتاده اخذ الجميع واجبهم ثم انصرفوا وبعدها صعد قاسم غرفته كى يرتاح ويفكر فى نجمه وفضه
ماذا لو تزوجهم وعدل بينهم
هو لا يحمل مشاعر مختلفه لأيا منهم تجعله يظلم إحداهما
خلد قاسم للنوم من ارهاق اليوم وبدأ الوجع يأتى اليه فأخذ مسكن وبعدها ذهب فى نوم عميق .
في منزل عفيفي، طلب من ابنته نجمة أن تنتظره قليلًا،
وقفت نجمه قلبها يخفق بسرعة،
ظنّت أن اللحظة المنتظرة جاءت أخيرًا.
وقفت أمامه على استحياء،
بخجل العروس التي تنتظر أن تسمع وعد العمر.
هي تعرف أن الزواج تأجّل حتى تنهي دراستها،
والآن… وقد تخرجت،
صار الحلم أقرب من أي وقت مضى.
ـ نعم يا بابا؟"
ـ فرحك من قاسم قرب يا بنتي.
ابتسمت… ومالت برأسها للأرض،
تخبئ وجهها من فرط خجلها،
وكأنها لا تستطيع أن تحمل فرحتها في عينيها.
لكن…
الابتسامة سقطت من على وجهها دفعة واحدة،
حين أكمل والدها بصوت لا يحمل حنانًا ولا تمهيدًا
ـ بس مش هتبقي لوحدك العروسة…
فضة بنت منصور… هتبقى عروسته كمان.
تجمدت نظرتها.
لم تفهم. لم تستوعب.
الحروف وقفت عند أذنها،
كأنها دخلت عالم آخر… عالم ما فيهش لون ولا صوت.
لم تقل شيئًا.
الدموع وحدها بدات تمطر على وجهها كالسيول
تغرق وجهها وهي صامته.
كانت تقف في مكانها،
جسدها هنا… لكن روحها انهارت جوّاها.
هل قال حقًا إن فضة… ستزفّ لقاسم في نفس الليلة؟
هل حلمها اللي عاشت عليه سنين…
هيتقسم؟
هيموت؟
ولا عمره كان موجود أصلاً؟
تحدثت نجمة بصوت مختنق… بالكاد مسموع:
ـ يعني إيه؟
ـ يعني قاسم هيتجوزك إنتي… وفضة.
في نفس الليلة.
في نفس الفرح.
تراجعت خطوة… كأن الكلام لطّشها على وشّها.
ـ إزاي؟!
ـ البنت أنقذته يا نجمة.
إنتي عارفة إن فصيلة دمه نادرة،
ويوم ما انصاب… مفيش غيرها اللى أنقذته،
فلازم تتجوزه
اللي ضربه مرة… ممكن يكرّرها.
ومش هنقعد كل مره ندور على نقطة د*م!
قالتها بكسرة، من بين دموعها:
ـ خلاص يا بابا…
يبقى مبروك عليهم.
أنا مش موافقة.
ـ كلام إيه الماسخ ده؟
أنا مش باخد رأيك…
أنا ببلّغك باللي هيحصل.
صرخت نجمه بصوت مخنوق
ـ بس أنا مش هقدر!
ارحمني!
أنا مش حمل الوضع ده…
أنا مش هتجوز أسبوع وأتطلق،
ده عمر، مش تجربة!
اقترب منها عفيفي،
وجذبها من شعرها بقسوة، كأنها مش بنته،
كأنها غلطة لازم تتصلّح بالعافية.
ـ شغل الحريم ده مياكلش معايا!
بإيدك…تخليه ليكي، وتكسبي قلبه،
وتخليه ينساها.
لكن انتي…
فقريه زي أمك.
هتخسري كل حاجة لو فتحت بقك تاني!
ـ كلمة ومش هعيدها…
هتجهزي كل اللي ناقصك،
وهتستنى منى معاد الفرح.
انصرفت من قدّامه بخطوات مهزوزة،
ودخلت غرفتها وهي بتنهار.
انهارت مش بس من الوجع،
لكن من الهزيمة…
من الصدمة…
من الخيانة اللي جاية من أقرب الناس.
"حتى لو اتجوزته…
استحالة أوافق بالوضع ده
إزاي قلبه حجر؟!
إزاي يقبل يقطعني كده؟
يوم فرحي…
اللي كنت بستناه من سنين،
يبقى يوم جنازتي؟!"
ثم سقطت على السرير،
تغطي وجهها بالمخده وظلت تصرخ وتحاول
تمنع صوت البكاء،
لكن قلبها كان بيصرخ… كل حلمها راح فى لحظه
فى منزل جليله اتصل بها عفيفى وبلغها إنه كلم نجمه وكل حاجه تمام ومنتظرين معاد الفرح وانه هيروح معاها تخطب فضه
داخله كان فضوله طاغى عليه يريد أن يعلم كيف لجليله ات تخطب فضه بنت الغفير وماذا ستجلب لها وهل ستتساوى بأبنته
فى اليوم التالى استيقظ قاسم وخرج من غرفته وجد والدته تجلس كالعاده فى بهو المنزل تحتسى القهوه منتظره استيقاظه
جلس قاسم امامها وقد اتخذ قراره
ـ ها يا قاسم قررت ايه
ـ حددى معاد نروح لاهل فضه ونطلبها بس لازم يعرفوا إن جوازها من نجمه فى نفس اليوم وتجبلها زى ما هيتجاب لنجمه طالما وافقت بالوضع ده يبقى لازم اعدل بينهم
ـ عين العقل وعمك كلم نجمه واقنعها ... إحنا نستنى يومين تلاته تكون بقيت احسن و نروح نخطبها
ـ على خيره الله
مر يومين وكان وضع نجمه فى حاله لا يرسى لها
فى اليوم التالت ذهب عفيفى وقاسم وجليله لمنزل فضه ورحبت بهم والدتها مطيعه
ـ يا أهلا يا أهلا إحنا زرانا النبى حمد الله على السلامه يا قاسم بيه خطوه عزيزه اتفضلوا اتفضلوا
دخلوا جميعا وجلسوا فى غرفه الضيافه وقدمت لهم فضه الشاى على اسحياء وقلبها ينبض من السعاده لوجود قاسم بمنزلهم
تحدثت جليله بجديه
ـ إحنا انهارده جايينلك يا حاجه مطيعه عشان نطلب ايد بنتك فضه لقاسم
تهلل وجه مطيعه ولم تشعر بالارض اسفلها من السعادة هى وفضه
ـ انتوا تشرفوا أى حد يا حاجه جليله
ـ انتى عارفه طبعاً إن قاسم خاطب بنت عمه وصعب يسيبها عشان كده جوازه من فضه نفس يوم جوازه من نجمه
صمت تام ساد فى المكان ونظرات متبادله
ياترى هيوافقوا ؟؟؟؟؟
↚
هيبقى جواز فضه ونجمه من قاسم فى نفس اليوم
صمت تام خيم على المكان وظلت النظرات متبادلة بينهم
مطيعة كانت مبسوطة ووشها منور ولسه الابتسامه على وشها
و فضة قلبها بيخبط من الفرحة.
لكن الجملة اللي قالتها جليلة عن إن "الجواز هيبقى في نفس يوم جواز نجمة" جعل الصمت يسسطر على الجميغ
فضة وقفت مكانها، صينية الشاي كانت لسه في إيديها، وإيديها بدأت ترتعش بسيط.
مطيعة بصّت لجليلة، ثم نظرت لـ قاسم، وقالت بتحفّظ
ـ "يعني… اللي اتنين فـ نفس اليوم إزاى ده ؟
جليلة نبرتها ما تغيّرتش كانت ثابتة
ـ اه… قاسم مش ناوي يظلم حد، ولا يفضّل واحدة على التانيه
نجمة ليها مقامها كخطوبة قديمة وبنت عمه ، وفضة هيبقى ليها مكانتها اللى تستحقها…
والبيت هيتفتح للاتنين، في يوم واحد.
قاسم اتكلم أخيرًا
ـ أنا واخد خطوتي دي برضاي
ومش هاخد حد معايا غير وهو عارف هو رايح على فين انا مش عايز اخدع واحده وفيهم واللى هتقبل أنا مش هظلمها وهتعيش احلى عيشه
مطيعة بَصّت لفضة… ولقَت عنيها مليانة دمع، بس مبسوطة.
بنتها عايزة الجوازة، حتى لو فيها قسمة مع غيرها.
تنحنحت مطيعة بهدوء والحيره ظاهره على وجهها
ـ احنا ناس على قدّنا… ونعرف الأصول بس اسمحلى يا قاسم بيه اخد رأى بنتى الاول
ـ زى مانتى عايزه يا حاجه مطيعه خدى وقتك
ـ هما يومين باذن الله وهنرد عليكم
ـ تمام نستأذن احنا وانا هكلمك اعرف ردك بعد يومين ولو فى جبول وقتها نيجى ونتكلم فى التفاصيل
خرج قاسم، وخلفه جليلة وعفيفي،
وساد الصمت في البيت لحظة،
ثم جلست مطيعة وهي تبصّ لـفضّة اللي وقفت مكانها وعنيها لسه معلّقة ع الباب اللي خرج منه قاسم.
قالت مطيعة، بصوت فيه حيرة
ـ طبعًا هترفضي يا بنتي ؟
ردّت فضّة بسرعة، من غير ما تبصّ
ـ أرفض إيه بس يا أما؟ ده أنا موافقة.
ـ توافجي؟! إزاي يعني يا بنتي؟ هترضيها على نفسك؟
لفّت فضة وبصّت لـ أمها، وعنيها فيها لمعة فرح وخجل
وقالت بصوت فيه رجفة بس صادق:
ـ أرضاها؟
ده أنا أرضاها… وأرضاها… وأرضاها كمان يا أما،
حتى لو هيتجوزني على أربعة!
ده قاسم الهلالي،
اللي كنت ببصله من بعيد وأدعي فـ سري ربنا يكتبه من نصيبي…
كنت لما أشوفه راكب حصانه من بعيد،
قلبي يوقف ويجري في نفس اللحظة…
ولما أشوفه بيعدي ف السوق،
كنت أرجع البيت وأحكي لروحي كإنّي شُفته فحلم
يا أما
ده مش جواز وبس،ده رزق من السما…
نعمة نزلت عليّا،
الناس كلها كانت بتشاور تقول ده للعيلة الكبيرة، للغنيّة،
وأنا؟
بنت الغفير…
محدش كان يتوقع،ولا حتى أنا.
انا كان اقصى طموحى يعرف أنى موجوده فى الدنيا أصلا إن فى بنت اسمها فضه مش بس يتجوزنى
تخيّلي…
هبقى مراته،وأشوفه كل يوم،
وأناوله كوباية الشاي بإيديا…
وأسمع خطوته فـالدار، والبسه بإيدى وعلى زوجى
وأفتّح له الباب فـ عزّ الليل لو جه تعبان،
وإنه… يبصلي بس،
يبصلي وأنا مراته،
مش غريبة ولا واحدة من بعيد!
حتى لو هايقسم روحه ما بيني وبين التانية لا ده لو بين اربعه انا موافجه
يكفّيني حتة من اسمه، وكسرة من قلبه…
وإني آخد بركته،وأكون جنبه…
ويكون اسمي مرتبط بإسمه ده بالنسبالي… دنيا وما فيها يا أما.
ـ خايفه عليكى يا فضه جليله شديده وبنت عمه هتكون من لحمه ودمه وشايله اسمه بنت الهلاليه برضه .. انتى هتبجى غريبه وسطيهم
ـ مش مهم أنا هعرف اخليهم يحبونى وابجى منهم طالما بجيب مرته ابجى منهم
ـ إنتى حره يا فضه أنا ناصحتك وانتى حره يا بنتى
فى منزل نجمه مازلت تجلس فى غرفتها حاولت والدتها التحدث معها لكنها ظلت صامته
ـ هتفضلى كده كتير يا نجمه وبعدين يا بنتى
طيب افرضى سمعنا كلامك ومخلناكيش تتجوزيه هتعملى ايه ؟؟
هتعرفى تحبى حد غيره وتتجوزى حد غيره
لا هتفضلى عمرك كده من غير جواز يبجى خلاص إرضى بالأمر الواقع
رفعت نجمة راسها ببطء، وبصّت لأمها بعيون حمرا من كتر الكتمان،
صوتها كان هادي… لكن كل كلمة فيه كانت بتقطع
ـ إرضى بالأمر الواقع؟
يعني أسيب كرامتي على جنب…
وأمشي أزغرد لـقاسم وهو رايح يتجوزني ويتجوز غيري في نفس اليوم؟
ألبس طرحة بيضا وأنا شايفة التانية واقفة جنبي بتشارك في نفس الفستان ونفس الليلة؟
هو أنا إيه؟ للدرجادى شفافه
أيوه بحبه…
وكنت بدعي ربنا يجيلي…
بس كنت بدعي يجيلي أنا، مش يجيلي أنا والتانية! رفعت عينها تاني وقالت بوجع دفين
ـ الجواز مش غنيمة يا أمه…
ومافيش واحدة بتحس إنها انكسرت… وبتكمل عادي.أنا اتكسرت،
خرجت والدتها من الغرفه وتركتها بمفردها هى تعلم ابنتها
مر يومين على الزياره وفى اليوم التالت اتصلت جليله على مطيعه حتى تعلم ردها
ـ الو ازيك يا حاجه مطيعه
ـ أهلا أهلا حاجه جليله بخير طول ما حسك فى الدنيا
ـ عدى اليومين اللى طلبتوهم اهم عايزه اسمع ردك بخصوص جواز قاسم من فضه
ـ موافجين يا حاجه جليله
ـ على بركه الله بكره نجيلكم ونعرف طلباتكم ونتكلم فى التفاصيل
ـ تنوروا يا حاجه جليله
فى اليوم التالى ذهبوا لمنزل فضه واتفقوا على ماقاله قاسم وحضر عفيفى الاتفاق ولم يعلق على حديث قاسم و جليله اكتغى بالصمت وعند تحديد يوم الزفاف بعد اسبوعين بدأ عفيفى فى الاعتراض
ـ بعد ازنك يا قاسم انا موافق على كلامك بس كيف هتدخل على الاتنين فى نفس اليوم ؟؟
ـ شايفنى مش قدها يا عمى
ـ لأ لا سامح الله بس كده بنتى مش هتلحق تقعد معاك وهيكون فى ظلم
ـ ما تجلجلش يا عمى
احنا الاحتفالات شغاله ٣ ليالى
اول ليله هنكتبوا الكتاب على الاتنين والليله التانيه هتمم جوازى من نجمه والليله التالته جوازى من فضه
ـ يبجى على خيره الله
مرت الأيام وارسلت لهم جليله هدايا العرس بالعدل كما طلب منها قاسم
فوق سطح السرايا كان قاسم يجلس بمفرده سارحا فى الهدوء، يحاول ترتيب أفكاره من جديد
وسيجارة بتولع وتطفي في إيده…
مش بيشربها، بس مش قادر يرميها.
يبص قدّامه،
بس مش شايف غير سؤال واحد بيلف جواه:
هعرف أعدِل؟
ولا دي كلمة سهلة والعدل أصعب مما بيتقال؟"
ينفخ نفس، بس من صدره مش من السيجارة،
ويكمل كلامه لنفسه… بنبرة فيها تردد:
أنا ما وعدتش لا دي ولا دي بالحب…
مافيش واحدة كفّتها طابت…
ولا أنا قلبي مال كفاية عشان يرجّح الميزان.
الليلة التانية والتالته هيبقوا شبه بعض،
ربنا يكون في عوني…
لأني لو ظلمت واحدة فيهم
وقتها هخسر انا نفسى ... الله المستعان
اتصل بعد ذلك بصديقه المقرب أمين
رن الهاتف وبعد رنتين اجاب عليه أمين بمرح
ـ ازيك يا عمده عامله ايه
ـ بخير يا أمين انت اخبارك ايه
ـ بخير طمنى عليك
ـ فرحى خلاص فاضل عليه اسبوع وعايزك تاجى
ـ ايه ده أخيرا
ـ وفى موضوع تانى أهم عايزك فيه
ـ وفى أهم من فرحك
ـ اه انا الأسبوع اللى فات انطخيت بالنا*ر وعايز اعرف مين اللى عملها
فاكر الكاميرات اللى انت مرشقها فى البلد
ـ أه
ـ عايزك تراجعهالى كلها يوم ***** فى منطقه **** عايزها من كل الزوايا وتصورها وتطبعهالى
ـ معقول يحصل ده كله وما تقوليش ولا آخد خبر؟!
صوت أمين اتغير، الجد دخل فـ نبرته.
قاسم قال بهدوء مش طبيعي
ـ ماكنتش عايز أتكلم قبل ما أكون متأكد…
بس من يوم الحادثة، وأنا حاسس إن في حاجه غلط،
الرصاصة ما كانتش طايشة، دي كانت مقصودة،
بس أنا مش عارف من مين… بس جوايا شكوك عايز أتأكد منها
ـ تمام يا قاسم هخلص شغلى هنا وبكره هجيلك ونشوف الموضوع ده وكويس إن محدش من أهل البلد يعرف موضوع الكاميرات عشان يتصرفوا على طبيعتهم وانت كنت حريص اننا نركبها بليل عشان محدش يلاحظها
ـ على خيره الله هستنا واعمل حسابك مش هتمشى من هنا غير بعد الفرح
ـ من غير ماتقول يا عمده أشوفك بكره
فى اليوم التالى أتى أمين وراحع الكاميرات وأتى بصور القات*ل
واستدعى الغفير ليسألهم عن صوره الشخص وبالفعل استطاع أن يعرف من هو وذهبوا لمكانه
وعند دخولهم منزلهم وجدوه مق*تول
ابلغ قاسم البوليس وازدادت الحيره داخله وكيف علموا بتحركاته وقت*لوه قبل أن يوشى ( يفتن ) بهم
مر اسبوع وتم عقد قران قاسم على نجمه وفضه
وكان حريص عفيفى أن يجعل أبنته الزوجه الاولى فى عقد القرآن
وفى اليوم التالى حان موعد زفافها
لم تكن نجمه تشعر بسعادة وقررت أن تنفذ ما خطتت له
بدأت الافراح والدب**ايح والزغاريد تعلوا والكل مجتمع
وذهب قاسم ليأتى بالعروسه
كانت نجمه صامته وتضع طرحتها على وجهها حتى لا تظهر ملامحمها والحزن امام الجميع
دخل قاسم واخذها وذهب بها إلى بيته دون أن يتحدث معها ظل صامت إلى أن يختلى بها
وصل قاسم المنزل وبدأت التهاليل والرقص إلى أن صعد غرفته واغلق النافذه حتى يستطيع التحدث إليها
جلس قاسم أمامها وهو يبتسم
ـ ازيك يا عروسه .
اماءت نجمه برأسها دون أن ترد عليه
حاول قاسم ازاله الطرحه لكن نجمه لم تعطيه فرصه ابتعدت خطوه للوراء وجذبت طرحتها بنفسها
وقف قاسم مصدوم من هيئتها ومن حديثها
ياترى نجمه قالتله ايه ؟؟
وياترى هيكون ايه رد فعل قاسم ؟؟؟
وهل فضه هتقدر تخليه يحبها ولا قلبه هيميل لنجمه ؟؟
↚
نجمه نزعت الطرحة بيد مرتجفة، وعيونها فيها دموع مكبوتة
مدت بصرها لقاسم وقالت بصوت واطي لكنه حاد:
ـ جيتني وانت فاكر إني هفرح بيك؟ أنا ما جِيتش هنا برضاى اهلى جابوني جبر.
قاسم اتجمد وكان مصدوم مش عارف يقولها ايه كلامها صدمه
ـ جبر؟ مين جبرك يا نجمه؟
ـ أبويا اللى جبرنى عليك وانا مش رايده الجوازه دى
خطا قاسم ناحيتها خطوة، لكن هي رجعت لورا، مسكة طرف الفستان وكأنها بتحمي نفسها منه.
ـ "اسمع يا لو ترضاها على نفسك تقرب من واحده مش ريداك فأنا أهو يا بن عمى هتاخد غرضك أه بس مش بالمراضيه هتبقى غصب
قاسم شد نفسه،واقترب اكثر
ـ نجمه أنا ما باخدش حاجه غصب، وطالما انتى مش على هواكى ومغصوبه انا ميرضنيش بشوقك يا بنت عمى
ثم تركها وخرج من الغرفه ووحد امه واقفه فى بدايه السلم
ـ خير يا قاسم رايح فين
ـ هنام فى اوضه تانيه
ـ ايه اللى حصل
ـ مالوش لزوم الحديث يا امه ومش عايز حد يعرف اللى دار هنا ايه
ـ خلينى ادخل اكلمها طيب
ـ لأ الكلام مالوش لزوم سبيها هى يمكن خايفه شويه خليها على راحتها
ـ يا قاسم ده دلع بنته سبنى انا هعقلها
ـ يا حاجة جليله مش عايز حديت فى الموضوع ده تانى سبيها على راحتها ومش عايز اسمع إن حد اتحدث معاها
ـ انت ناوى على ايه ؟؟
ـ بعدين يا أما الله يرضي عنك سبينى دلوقتي
ثم تركها ورحل وصعد لاعلى وجلس بمفرده كمان يفعل دائما
فى غرفه نجمه
جلست نجمه على طرف السرير، وشها مدفون في كفوفها، دموعها غرقت الفستان
مش عارفه اللى عملته ده صح ولا غلط فضلت قاعده مكانها تبكى لحد ما شعرت بوجع فى راسها وغلبها النعاس
في نفس اللحظة، كان قاسم فوق في مكانه المعتاد ، قاعد على الكرسي الخشبي العريض، ساند راسه على الحيط، وبيشعل سيجارة وحدة ورا التانية… عينيه سابحة في السقف.
كل كلمة قالتها نجمه كانت بتلف في دماغه زي السكين.
هو راجل يعرف ياخد حقه، بس كرامته عمرها ما تسمح له يلمس واحدة قلبها مش معاه.
هو مش عارف اذا عملت كده فعلاً عشان مش بتحبه ولا خوف منه ومحتاجة وقت تتعود عليه زوغان عنيها ورعشه جسمها مخلياه متشتت
قرر يسيبها براحتها والأيام هتسبتله إذا كانت فعلا مش عايزاه ولا بتدلع عليه زى حديث جليله
ظل جالساً الى أن غلبه النعاس
فى اليوم التالى استيقظ على ضوء النهار عاد لغرفته وجد نجمه مازات جالسه بملابسها من يوم أمس
ظل ينظر لحلها وازدادت الحيره بداخله
لما ظلت بملابسها ولم تبدل فستانها فهو تركها وفعل لها ما تريده كاد أن يقترب منها وجدها استيقظت بمفردها ظلت تنظر له فى البداية بإبتسامه وبعدها تبدلت ملامح وجهها
ـ انت جيت هنا ليه تانى ؟؟ .
ـ جاى اخد لبسى
ـ هو مش ليك اوضه تانيه مع عروستك الجديدة
ـ يا بنت الناس الحياه مش قفش كده واللى يسمعك دلوقتي يفتكرك بتغيرى ولا حاجه
ـ وانا هغير ليه اغير عليك لو انا بحبك إنما انا مبحبكش فأكيد مش هغير
لا يعلم لما ازعجه حديثها بهذا الشكل
تركها وذهب اخذ ملابسه وترك الغرفه وذهب لغرفه اخرى أبدل ملابسه
قامت الخادمه بإرسال الطعام لها فى الغرفه وصعدت جليله خلف الخادمه لتطمأن عليها
ـ ايه يا نجمه لسه بفستانك لو حد جه يطمن عليكى نقوله إيه ؟؟؟
احمدى ربنا إن ابنى قاسم عاقل وماخدش رفضك بشكل تانى وقتها الوضع كان هيبقى صعب
ـ قصدك ايه ؟؟
ـ إنتى فاهمه قصدى كويس لولا قاسم محرج عليا اتكلم معاكى كنت فهمتك غلطك وكنت حكيت لابوكى .... بس أنا هنصحك نصيحه لوجه الله انتى كده مش هتكسبى حاجه وهتخسرى كل حاجه عشان كده اعقلى وانا هسيبك فتره تتعودى على الوضع الجديد إنما بعدها محدش هيقدر يوقفنى .... انا خابره زين انتى منعاه عنك ليه بس انا لو مطرحك مكنتش عملت كده أبدا واطفشه بعمايلى دى
هسيبك دلوقت وليا حديث تانى معاكى
تركتها ورحلت تستعد لزفاف قاسم الثانى
فى المساء لم يختلف عن اليوم السابق
اخذ قاسم فضه وصعد لغرفتهم لم ينكر فضوله فى معرفه رده فعلها وماذا لو رفضته كما فعلت نجمه
صعد غرفته واغلق الباب وجلس صامت لبضع دقائق وكانت فضه جالسه بجواره تفرك يدها
اخذ قراره واقترب منها ورفع طرحتها وجدها تنظر له بإبتسامه ولمعه الحب واضحه فى عينيها
لا ارديا ابتسم قاسم فلم ينكر أن هناك شئ داخله جعله يخشى رده فعلها كما فعلت نجمه
عندما رأت فضه ابتسامته اذدادت ابتسامتها تلقائيا
كأنها تعطيه ضوء اخضر للاقتراب منها
مد قاسم إيده ولمس طرف خدها، وهو لسه بيتأملها، لكن جواه صورة نجمة وهي بتبعد عنه أول ليلة لسه محفورة.
فضة مالت براسها ناحيته، ابتسامتها ثابتة، وعينيها كلها دعوة صريحة.
قاسم همس وهو بيحاول يطرد صورة نجمة:
ـ "واضح إني ما كنتش محتاج أقلق من ردك."
فضة ضحكت بخفة:
ـ ليه قلقت يا عمدة؟ أنا طول عمري… مستنياك.
ـ مستنيانى قالها قاسم وهو عاقدا بين حاجبيه
فضة رفعت راسها، وعينيها بتلمع:
ـ ايوه يا قاسم… مستنياك من أول مرة شوفتك فيها. كنت ولد وسط الرجالة، والكل بيحسبلك ألف حساب، وأنا قلبي كان بيرتعش كل ما شوفك تعدي.
كنت بدعي ربنا ليل ونهار يجمعني بيك، وكنت أقول لنفسي… لو جه اليوم ده، هعيش عمري كله على رضاك، وأكون لك الستر والونس."
قاسم سكت، بيستمع ليها، وصوتها مليان دفء:
ـ "أنا بحبك حب يمكن ما تصدقوش… حب خلا قلبي ما يشوفش غيرك، حتى وانت بعيد. كنت أستنى السيرة اللي تجيب اسمك، وأفرح بيها زي العيل الصغير."
مدت إيدها ولمست كفه بخجل:
ـ "أنا هنا عشانك… ومش عايزة منك غير إنك تفتح لي قلبك… وأنا أوعدك، عمري ما هخليه يبرد
يا قاسم انت كنت حلم بعيد اوى كان اقصى طموحى انك بس تبصلى وتعرف أنى موجوده فى الحياه مش ابقى مراتك على اسمك
قاسم وهو سامع فضة، حسّ قلبه بيتلخبط… كلامها كان دافي زي حضن في عز البرد، نظرتها فيها شوق حقيقي، شوق محدش قدر يديهوله قبل كده.
بس كل مرة يحاول يسيب نفسه لحرارة المشاعر دي، يلاقي صورة نجمة واقفة قدامه… بعينيها اللي مليانة رفض وكبرياء، وكأنها بتتحداه.
جواه صوتين بيتخانقوا:
واحد بيقوله "البنت دي بتحبك بصدق، هتعيش على رضاك، مش هتكسرك ولا تهينك… خليك معاها وانسى وجعك"،
والتاني بيرد "بس قلبى مش ملكها لواحدها حاسس لغبطه مش قادر اخد قرار
حاول يقنع نفسه إنه يقبل حب فضة، يمكن مع الوقت يصدق إحساسه ليها… بس الحقيقة إنه خليف يحبها ويظلم نجمه
وفى نفس الوقت هو متأكد إن المشاعر مافيهاش استأذان هى بتفرض نفسها
كلامها زود غروره اللى كسرتهوله نجمه قرر انه يقرب منها ويعيش معاها اجمل لحظات حياتها ويحاول يدى فرصه لنجمه هو مش عايز يظلم حد منهم
اقترب منها قاسم وأصبحت زوجته شرعاً وقونونا
فى اليوم التالى استيقظت فضه مبكراً وذهبت للمطبخ وحضرت الفطار لقاسم وكادت أن تصعد لغرفتها وجدت الحاجه جليله امامها
ـ صباح الخير يا حاجه جليله
ـ صباح الخير يا فضه على فين كده
ـ طالعه افطر سى قاسم
ـ لا انا هخلى الشغاله تكمل فطار ونفطر سوا اطلعى صحيه على ما يغير وينزل هتكون كل حاجه جهزت
شعرت فضه بحزن داخلها فهى تود أن يبقى معها بمفردهم ولكن لم تستطع أن ترد كلمه لجليله
صعدت لاعلى وقامت بإقاظه
فضة فتحت الباب بهدوء قلبها بيدق بسرعة، ودخلت بخطوات ناعمة.
وتهمس بصوت ناعم
ان لم يكن لى فى هذه الحياه ساعه واحده فقط من الحب فتاكد بانك سوف اعطيك كل حبى وعشقى فى هذه الساعه
قاسم كان نايم على جنبه، ملامحه هادئة، وعينيه مغمضة.
قعدت على طرف السرير، قريبة منه كفاية إنها تسمع أنفاسه، ومدّت إيدها ترتب له خصل شعره
همست بصوت واطي:
ـ "عارف يا قاسم… أنا طول عمري كنت بشوفك من بعيد، وأقول بيني وبين نفسي… ده مستحيل يبص لي.
عينيه فتحت ببطء، لكنه ما قالش حاجة. فضة أخدت نفس وكملت:
ـ كنت أقول لنفسي… يكفيني أشوفك من بعيد، أسمع صوتك وسط الناس. كنت أتمنى يوم واحد بس… أكون قريبة كده.
هو فضل ساكت، بيتابع حركاتها بعينيه، وكأنه بيسمع حكاية عمرها.
ابتسمت بخجل وهي تقول:
ـ والنهاردة… أنا هنا، مراتك، وقريبة منك أكتر من أي وقت ومن أى حد يمكن أكتر حتى من اللي كنت بحلم بيه
سكتت لحظة،
ـ مش عايزة منك حاجة كبيرة… بس افتح لي قلبك، حتى لو بشق صغير، وأنا أوعدك… هاملَيه حب.
هي كانت بتحكي، وصوتها بيرتجف أحيان، وهو ساكت تمامًا… عيناه بس هي اللي بتتحرك، وكأن كل كلمة منها بتدخل جواه من غير ما يقول كلمة واحدة.
انا مش مصدقه إنك جوزى حالالى وأنك كنت نايم جمبى فى حضنى امبارح
مش مصدقه انى اقدر اقرب منك واحضنك زى كده
وقربت منه وضمته بشده
وقام قاسم بضمها اليه
ابتعدت عنه بإبتسامه
ـ قوم بقى اجهز انا نزلت حضرت الفطار وكنت هطلع بيه بس الحاجه جليله رفضت وقالت اننا ننزل نفطر تحت
ـ معلش تتعوض مره تانيه وعد منى بس انهارده خلينا نفطر سوا
ـ عيونى ادخل اتسبح على ماجهزلك خلجاتك
قام قاسم ودخل المرحاض واتسبح وخرج وجد فضه احضرت له بعض الملابس
ـ اشمعنى دول
ـ لما كنت براقبك كنت افضل اراقب كل حاجه فيك وكنت اكتر لون بحبه عليك هو ده وقولت لنفسى لازم البسهولك بيدى
لبس قاسم ملابسه ونزل اسفل ليفطر معهم لم يجد نجمه موجوده معهم فأرسل الخادمه لتخبرها إنه ينتظرها
كانت جليله تجلس صامته فقط تتابع ما يحدث
وكانت ترى محاولات فضه المستميته فى أن تنال رضا قاسم
وكيف كانت تطعمه بيدها
واثناء تناولهم الفطار نزلت نجمه وهى ترى ما تفعله فضه وترى ابتسامه قاسم على وجهه
ـ ياترى رد فعل نجمه ايه ؟؟
وقاسم قلبه هيميل لمين ؟؟
↚
نزلت نجمه لقت فضه بتأكل جوزها وبتحطله الاكل قدامه وهو كان بيضحك وبياكل منها
وقفت فى نص السلم تبص لضحكته اللى أول مره يشوفها
لمحها قاسم لكن تعمد أن يجعلها لا تلاحظ مراقبته لردود افعالها
شعرت نجمه بغيره داخلها وكادت أن تصعد مره اخرى لغرفتها لكنها وقفت على صوت جليله التى لاحظ نظرات ابنها الموجهه تجاه نجمه
ـ نجمه تعالى يا بنتى رايحه فين
ـ مافيش يا مرات عمى انا كنت جايه افطر معاكم صباح الخير
ـ صباح الخير يا بنتى اقعدى جمب جوزك عشان تفطرى معانا
جلست نجمه وحاولت تتجاهل قاسم وفضه وقررت فضه أن تعتبر وجودها كالهواء
ظلت فضه تضع الطعام أمام قاسم وتساله عما يحب تناوله في الغداء
كانت نجمه ترى ما يحدث بصمت وترى محاولات فضه فى السيطرة على قلب قاسم
ولاحظت صمت الحاجه جليله ومهاودت قاسم لفضه وسماعه لحديثها
تدخلت الحاجه جليله فى الحوار
ـ وماله يا فضه بيت جوزك يبقى بيتك بس ماتنسيش ان فى زوجه أولى فى البيت وشغل البيت ومتابعه الشغالين هتتقسم عليكم كل واحدة ليها يومها
نظرت فضه لجليله بابتسامه خفيفه تخفى خلفها ضيقها من حديثها ولكنها لاحظت عدم تدخل نجمه فى الحديث وردودها المقتضبه مما جعل السعاده تتمكن من اعماقها فمن الواضح أن نجمه لن تفتعل معها مشاكل ولكن الحاجه حليله هى من ستقف لها بالمرصاد
انتهى الطعام وصعد قاسم لأعلى وصعدت بعد قليل فضه خلفه
كان قاسم يجلس على السرير ومعه رزمه من الاموال ووضعها امامه
دخلت اليه فضه وبيدها كوبا من الشاى
ـ اتفضل يا قاسم
ـ تسلم ايدك اقعدى يا فضه
ـ حاضر
مد قاسم يده بالمال لها واعطاها الفلوس نظرت اليه فضه باستغراب
ـ ايه ده
ـ مصروفك لو شوفتى حاجه عجبتك اشتريها على طول عايزه لبس عايزه أى شئ معاكى فلوسك وتجبيها بيها اللى على كيفك
نظرت فضه لذلك المبلغ الذى لا تعلم عدده ولكنه مبلغ كبير لم تمسك أو ترى مثله يوماً
ـ كل الفلوس دى ليه انا لواحدى اجيب بيها اى حاجه تعجبنى
ـ أه ولو احتاجتى حاجه والفلوس مكفتش قوليلى بسمع دايما إن الستات مصاريفها كتيره
ابتسمت فضه بدموع
ـ بس ده كتير أوى أوى
ـ مافيش حاجه تكتر عليكى يا فضه انتى تأشرى على أى حاجة عجباكى وهتكون عندك
ثم رفع يده بالفلوس ليعطيها لها بيدها
امسكت فضه يده بفرحه وقبلها فسخب قاسم يده مسرعا لاول مره يشعر يخجل وطبطب على كتفها
ـ يلا بقى شليها بمعرفتك
ثم تركها ورحل وجلست فضه تنظر للفلوس بابتسامه وقررت أن تعطى منها مبلغ لامها وتعطى مصروفا اخر لاخيها حتى يشترى ما يريده
خرج قاسم من غرفه فضه وذهب لغرفه نجمه
وجدها خاليه جلس على السرير منتظر دخولها
فى ذلك الوقت كانت نجمه تجلس اسفل مع جليله
ـ شوفتى يا بنت عفيفى فضه كيف قايده صوابعها لقاسم
خليه ينفر منك ويبعد عنك وقلبه يميل ليها وهتبجى انتى السبب
ـ انتوا سبب إنه يضيع من ايدى
قاسم من وأنا صغيرة، كنت أقف من بعيد واتفرج عليه وهو فى مجالس الرجاله
كان قاعد وسط الرجالة، جنبه أبوه، والهيبة مغلفة ملامحه، وكلمته دايمًا مسموعة.
كنت أبص له بانبهار، وأحس إني شايفة راجل غير كل الرجالة كنت اقول هو فى حد بالهيبه دى كلها
ومع الأيام… الانبهار اتقلب لحاجة أكبر.
كنت أسمعكم وأنتم بتقولوا: "نجمة لقاسم"، وقلبي يدق كأني أخدت الدنيا كلها في حضني.
كنت أعيش على الحلم ده، أفرح وأحلم باليوم اللي أبقى فيه جنبه، أشاركه كل تفاصيله.
لكن النهارده… وأنا قاعدة جنبه على السفرة، مش حاسة إني مراته
حاسه إني غريبة في بيت جوزى ، بتفرج عليه وهو بيضحك لمراته ، وهي بتقرب منه قدام عيني وكأنها بتثبت إنها الأحق بيه.
بتحطله الاكل وتوكله وانا كأنى غريبه ولا ليه وجود
ـ إنتى اللى بتعملى كده فى نفسك وهتخسرى كل حاجه.... فكرى يا نجمه كويس وعيدى حساباتك
قاسم عمره ما كان بتاع حريم ولا حتى بيفكر فيهم كان بيتقى الله حتى لما كان خاطبك عمره ما بصلك بصه مش زينه
ولما جه موضوع إصابته وقتها ملقناش غير فضه واكن لازم نعمل كده عشان مصلحته
مصلحته يا نجمه اللى لو كنتى بتحبيه كنتى هتخافى عليه زينا وتوافقى لكن انتى كرامتك اهم من ابنى
بس انا لحد دلوقتي عزراكى بقول مصدومه لكن بعد كده ماهتلوميش غير حالك لما قلبه يميلها يا بنت عفيفى
الراجل بيحب الست اللى تناغشه وتدلعه مش تبوز فى وشه وبوزها يقطع الخميره من البيت
هسيبك تفكرى فى كلامى زين وراجعى نفسك مره تانيه
تركتها جليله وذهبت لغرفتها وبعدها صعدت نجمه لغرفتها وهى تفكر في حديث قاسم
عندما فتحت باب غرفتها تفاجئت بقاسم امامها
شعرت داخلها بسعاده إنه تذكرها رغم حصار فضه له ولكنها ستظل على موقفها
ـ خير يا عريس سايب عروستك ليه
منا جاى لعروستى برضو
ثم اقترب وظلت نجمه ترجع بظهرها للخلف إلى أن اغلق الباب خلفها
ـ إيه ده فى ايه وبتقفل الباب ليه
ـ راجل مراته بيتحدثوا سوا طبيعى يتقفل عليهم باب واحد ولا نخلى الناس تسمع كلامنا
ثم اقترب اكثر وهمس بجانب اذنها
ولا انتى عايزه حاجه تانيه وخجلانه
ـ قاسم عيب لو سمحت
ضحك قاسم بعلو صوته
ـ عيب على ايه يا نجمه وانا عملت ايه ده انا جاى عشان اديكى دول. انتى فتحالى تحقيق وبتلمحى لحاجات شكلها فى دماغك انتى بس
شعرت نجمه بخجل من حديثه وعادت للخلف الى أن خبطت فى الباب فاقترب منها قاسم وحاوطها بذراعه ثم همس بالقرب من اذنها
ـ لو عايزه حاجه كده ولا كده ماتخجليش انا جوزك برضو . ثم قبلها برقه بجانب اذنها
جعل قلب نجمه يكاد يخرج من مكانه وشعرت برعشه بكامل جسدها
حاولت أن تبعده لكنها لم تستطع فلم تستطع أن تتحكم برعشه جسدها
ابتسم قاسم على وضعها فابتعد عنها وذهب للسرير وجلس عليه
ـ تعالى يا نجمه اقعدى
ذهبت نجمه وجلست دون أن تتحدث عن شئ
ـ اتفضلى
ـ إيه ده
ـ مصروفك وكل شهر ليكى زيه
ـ شكرا معايا مش عايزه
تحول وجهه قاسم فى لحظه الى الغ*ضب وتحدث بحده
ـ نجمه ماتختبريش صبرى مش معنى انى سايبك براحتك ولسه مادخلتش عليكى يبقى ماليش حق
اصحى لحالك طول مانتى على اسمى تبجى ملزومه منى واى حاجه تحتاجيها تجيلى انا وتطلبيها فاهمه
انا بس يا نجمه
واعملى حسابك من انهارده هبات هنا ليله هنا وليله عند فضه
حاولت نجمه الاعتراض لكنه تركها ورحل
تركها ورحل تحت غ*ضبه منها فهى الوحيده التى تجعله دائما يفكر فى ردود افعالها
خرج قاسم وظلت نجمه تحاول أن تسيطر على مشاعرها التى بعثرها لها قاسم فى وجوده
كيف بحركه بسيطه منه يجعلها هكذا
وضعت يدها مكان قبلته التى مازالت تشعر بها وتتزكرها وتتزكر وضعهم وتبتسم لا شعوريا بخجل
ولكنها لم تستمر طويلا، ثم انطفأت فجأة وكأن أحدهم سكب ماءً باردًا على قلبها.
تسلل اسم "فضة" لعقلها، وصورته معها تسللت كالأشواك… هل يقترب منها هكذا؟ هل يهمس في أذنها كما فعل معها الآن؟ ام فعل أكثر من ذلك
ففضه تصبحت زوجته اسما وفعلاً
انقبض صدرها، وارتفع حاجباها بغير رضا، وكأن الغيرة قررت أن تفضحها حتى أمام نفسها.
نهضت عن السرير بخطوات تحاول أن تحارب افكارها وتهرب من تلك الخيالات التى تحاوطها
صعد بعدها قاسم لمكانه المفضل وظل يفكر فى فضه ونجمه
إلى أن أتى وقت الطعام واجتمعوا جميعاً فى غرفه الطعام
لم يختلف الوضع كثيراً عن الصباح نجمه جالسه بصمت وفضه كل ما تفعله هو الاهتمام بقاسم
رغما عنها نجمه شردت فى فضه وموقفها
كيف لها أن تقبل بذلك الوضع بسهوله اخذتها الشكوك نحوهم
ـ هل كانوا على علاقه سابقا حتى تتعامل فضه معه بتلك الاريحيه فى تلك الفترة البسيطه التى تكاد تكون معدومه أصلا
اثناء شردودها دخلت امراءة وهى تزغرد وظلت الزعاريد تزداد إلى أن وصلت اليهم
ـ يا ترى مين الست دى ؟؟
وهل تفكير نجمه هيغيرها ؟؟
وهل فضه الفلوس ممكن تغيرهم ؟؟
وهل الاتنين ممكن يتغيروا عليه ؟؟
الاحداث هتبدا تسخن بدخول الطرف التانى
↚
مبروك يا ولد عمى الكبير برضو جوازته مختلفه يوم ما يتجوز يتجوز بالاتنين
وعادت ونيسه تزغرط مره اخرى وجلست بجانب نجمه
ـ انا اكيد حماتى هتحبنى يا مرات عمى صح
ـ ازيك يا ونيسه تعالى افطرى
ـ تسلمي يا مرات عمى ثم وجهت حديثها لقاسم
ـ البلد كلها يا ابن عمى بقالها تلات ايام بتاكل من خيرك تعيش وتوكلهم
ثم نظرت لفضه
ـ مبروك يا بنت منصور وكادت أن تكمل لكن اوقفها صوت قاسم
ـ فضه بقت من عيله الهلالى يا ونيسه طالما اتجوزت ابن الهلاليه متبجاش غريبه تبجى منهم
ـ عندك حق يا ابن عمى وفضه طلعت زينه ومليحه
تحدثت جليله بصرامه
ـ كفاية رغى يلا نبدا وكل
همست ونيسه لنجمه قريبا من اذنها
ـ صُح الزمن دوار يا بنت عمى مين يصدق إن نجمه زينه بنات الجامعه اللى الكل بيحسدها على نسبها ونفسه فى نظره منها جوزها يتزوج عليها فى نفس اليوم ومش بس كده وبيتحمق كمان لضرتها
ـ على الأقل اللى بيتكلم عنى بيتكلم زين يا ونيسه واسمى لواحده ليه قيمته اللى بترن " نجمه الهلالى "
وبعدين ماروحناش بعيد منا برضوا اتجوزت قاسم الهلالى اللى الكل بيتمنوا يبصلهم حتى انتى يا ونيسه
ـ بس جت اللى تشغل قلبه ومش هيبقى ليكى لواحدك ... بصى كيف بتوكله وتحطله الاكل فى بجه
ـ المهم مين اللي فى الجلب يا ونيسه ومش نجمه اللى تعمل عجلها بعجل حد تانى
ثم نظرت لها بسخريه
ـ ماتنسيش انا نجمه الهلالية مرات قاسم الهلالى
ثم نظرت للجميع واستأذنت لتذهب وهى تنظر لونيسه نظرات خبث وخوف من رد فعل قاسم مما سوف تفعله أن يخزلها
ـ عن ازنكم يا جماعه طالعه قوضتى اجيب حاجه وارجع تانى
اوقفها قاسم
ـ طيب مانشيع حد يجبهالك
ـ لا انا عارفه مكانها محدش هيعرف يجبها غيرى وكادت اذ تذهب لكن وقعت على ارجلها وذهب لها قاسم مسرعا
ـ مالك يا نجمه
ـ وقعت على رجلى ومش قادره اقف
ـ وجعاكى
ـ أه أوى
قام قاسم بحملها وصعد بها غرفتها تحت انظار فضه الممتلئه بالغيره ونظرات ونيسه الحاقده
تجاهلتهم جليله وصعدت خلف قاسم وهو يحمل نجمه لتطمأن عليها
كانت نجمه تشعر بالخجل وهو يحملها ولكنه خجل ممزوج بالسعادة لأنه لم يخزلها
كانت تنظر لملامحه الرجوليه بحب وكيف اصبحت كالدميه فى يده
وقتها كانت نجمه تتمنى لو تتوقف الدنيا عند هذه اللحظة… أن تبقى بين ذراعيه، لا يشاركها فيه أحد، ولا تسرق فضه حتى نظرة من عينيه.
فتح قاسم باب الغرفة ودخل بها ببطء، ثم وضعها برفق على الفراش.
ـ ريحى هنا… وماتحركيش.
ابتسمت بخجل وهي ترد بصوت واطي:
ـ حاضر.
دخلت جليله بعدها مباشرة، تتفقدها
ـ مالك يا بنتى؟
ـ وقعت على رجلى، بس مش قادرة أوقف.
نظر قاسم إلى جليله وعاد ينظر لنجمه
ـ هبعت نجيب الحكيمه نشوفها.
ـ لا مالوش لزوم انا احسن دلوقتي ورجلى بدأت تخف
ـ مش قولتى مش جادره اجف عليها
ـ بس دلوقتي بقيت احسن هو بس وجع الوجعه خلانى مش قادره اتحرك
ـ طيب ريحى هنا ولو احتاجتى حاجه شيعيلى
ـ حاضر
فى غرفه الجلوس كانت انيسه تجلس مع فضه تحاول أن تعرف منها سبب زواجها من قاسم
ـ بس غريبه يا فضه جوازك من قاسم مره واحده كده والبلد كلها بتسأل على السبب
ـ نصيب يا ونيسه
ـ بس جوليلي وانا مش هجول لحد
ـ مافيش سبب مره واحده لقيناهم هما والحاجه جليله وقاسم وعمه عفيفى جم يطلبونى وعطونا فرصه اسبوع نفكر وبعدها باسبوع ردينا بالموافجه وحددنا معاد الفرح
ـ بصى قاسم مابيعملش حاجه غصب عنه ولازم يكون مستفاد من جوازك منك عشان كده اتجوزك
ـ جصدك ايه
ـ ماجصديش حاجه بصى هقولك على حاجه وحطيها حلجه فى ودنك
احذرى من نجمه دى كيف الحيه تلف وتدور على الفريسه لحد ما تاكلها كلها ومحدش هيقدر يكلمها عشان هى هلاليه
وغير كده سهونه وتعرف تسحب اللى قدامها انا عارفاها كويس أوى لاننا كنا زمايل فى نفس الجامعة واعرفها كويس
ـ يعنى بتجولى إنها ممكن تاخد قاسم منى وتخليه يكرفنى؟
قالتها فضه وهي حاجبها مرفوع، لكن قلبها بدأ يدق بسرعة.
ابتسمت ونيسه بسخرية:
ـ أنا ماجولش… بس بقولك خلى بالك. الراجل لما يلاقى واحدة تعرف تدغدغ عقله وقلبه وتشغله ، بيبقى صعب يرجع زى الأول. ونجمه… دى مش أى واحدة، دى عارفة قيمه نفسها كويس أوى
قربت ونيسه اكثر منها وهمست
ـ يا بت، الهوا لما يدخل من شباك قلب الراجل… مافيش ست تقدر تسده.
سكتت فضه، لكن في عينيها كان واضح إن الكلام دخل قلبها، وبدأت نار الغيرة تكبر جوه صدرها.
ـ عشان كده عايزاكى تشغليه بيكى وماتديلوش فرصه يفكر فى غيرك واعرفى سبب جوازه منك عشان تعرفى تعلقيه بيكى وانا جمبك لو احتاجتى حاجه او تسالينى عن حاجه هتلاقينى موجوده اساعدك وافيدك
ـ ليه بتعملى معايا كده وعايزه تساعدينى
ـ عشان انت غلبانه ومش اد نجمه
كلام ونيسه كان عامل زى السُم اللى انتشر فى دماغ فضه، كل كلمة قالتها فضلت تدور وتلف جوا عقلها.
سابت ونيسه الغرفة ومشيت، لكن صدى صوتها لسه بيرن في ودنها: "احذرى من نجمه… زى الحية تلف وتدور لحد ما تاكل فريستها."
سندت فضه راسها على إيدها، وهمست لنفسها:
ـ يعنى ايه الكلام ده ؟؟ وهو حد كان غصبه عليه ؟؟
يعنى ايه نجمه هلاليه ومش سهله
لا… مش هخليها تضحك عليا ولا تسحب منى قاسم.
الهلالية ولا مش هلالية… أنا اللى هبقى فى جلبه
شدت نفس عميق وكأنها بتحبس الغ*ضب جوا صدرها، لكن عنيها كان كلام ونيسه مسيطر على كل تفكيرها
فضلت قاعده مكانها باصه للفراغ وكلام انيسه بيدور فى دماغها
نزل قاسم ولاقاها قاعده شارده مكانها قرب منها وقعد جمبها وهى كانت فى عالم موازى
مسك قاسم ايدها بحنيه وضغط عليها
ـ مالك يا فضه سرحانه فى ايه
ـ هه أبدا مافيش
ـ مافيش ايه ده انتى محستيش بيه من وقت ما دخلت ... حد قالك حاجه ضايقتك ونيسه قالتلك حاجه زعلتك
ـ لأ أبدا مقالتليش حاجه هى جعدت معايا شويه وبعدين مشيت
ـ امال سرحانه فى ايه كده
ـ خايفه
ـ كيف تخافى وانا جارك يا فضه
ـ عايز الصراحه يا قاسم
ـ ياريت يا فضه تفضلى صريحه عشان مكانك يزيد بجلبى انا بحب الناس الدوغرى
ـ خايفه ماتحبنيش او تحب نجمه أكتر منى
أنا هكلمك بصراحه ومش هخجل منك عشان انت جوزى وحبيبى
نجمه عندها كل حاجه وانا ماعنديش غيرك اخاف ماتحبنيش وتبعد عنى وتحبها وتسبنى
قاسم… إنت كنت حلمى اللى اتحقق، واللى كنت بدعى ربنا بيه كل ليله.
ولما اتحقق، طلعتنى لسابع سما، وحسّيت إنى ملكة الدنيا، وإن ربنا بيعوّضنى عن كل اللى اتحرمت منّه.
ولو فى يوم الحلم ده اتكسر… ولا صحيت منه فجأه، ساعتها هقع لسابع أرض، ومش هيكون فيه حد يمد إيده يشيلنى.
أنا يا قاسم ماعنديش غيرك… لا مال، ولا اسم، ولا سند.
إنت دُنيتى، ولو ضيّعتك… يبجى أنا ضيّعت روحى.
فهم قاسم ما تشعر بيه فضه وجذبها لحضنه وطبطب على كتفها
ـ ليه بتجولى كده يا فضه إنتى شوفتى منى حاجه مش عادل بينكم فيها
ـ لأ بس لما شوفتك شايلها وطالع بيها وانت خايف عليها خوفت
ـ ماتنسيش إن هى مراتى وليها حق عليا وزى ما انا مش هظلمك ماينفعش اظلمها يا فضه انتى مرتى وهى برضك مرتى عشان كده مش عايزك تغيرى ولا تفكرى كده تانى وانا وعد منى عمرى ما هظلمك واتاكدى إن الى الان مافيش واحده فيكم مكانتها أعلى من التانيه
ـ يعنى مش هتميلها عشان هلاليه زيك
ـ منا جولت قبل سابق يا فضه من يوم ما بجيتى مراتى بجيتى هلاليه يعنى انتوا الاتنين عندى كيف بعض انتوا الاتنين حريمى
ابتسمت فضه بحب وضمته اليها فكلامه جعلها تطمئن
مر يومين دون احداث جديده يوم يبيت قاسم عند نجمه رغماً عنها ويوم اخر عند فضه اصبح قاسم لا يعلم مشاعره كيف لقلب يميل لاثنين
فى اليوم الثالث أتت عمته لتزوره وتبارك له واشترت هدايا متماثله لفضه ونجمه
نعمه عمه قاسم والجريبه لقلبه
رحبت بها جليله فهى تكن لها مشاعر خاصه رغم اختلافهم الفكرى
اعطت نعمه فضه ونجمه لكل واحده كردان من الذهب
وقضت معهم اليوم شعرت نجمه بارتياح لزياره عمتها لهم فهى أكثر من يفهمها
فى المساء كان يجلس قاسم فى مجلسه اليومى وصعدت نعمه لتجلس معه وجدته سارح
ـ كيفك يابن اخوى يا جوز الاتنين
ـ حيران يا عمتى بس حيره حلوه وخايف لو خرجت من الحيره دى اظلم حد
ـ مبسوط معاهم
ـ الاتنين عكس بعض يا عمتى بس مبسوط
ـ انت اتجوزت فضه عن حب
ـ هى امى محكتلكيش
ـ حكتلى رس أنا بسالك مين فيهم قلبك مالها يا قاسم
ابتسم قاسم واجابها قلبى مال ل ******
↚
ـ ها يا جوز الاتنين… قلبك مال لمين؟
ابتسم قاسم وهو سارح وقال:
ـ مش عارف يا نعمه… هحاول أوصفلك اللى جوايا.
ـ عارفه فُضّه؟ زى الميّه العَذبه اللى تروّى العطشان وتبرد ن*ار قلبه… ريحتها ترد الروح، وكلامها يدخل القلب من غير استئذان، زى حضن دافى فى عزّ الشتا.
إنما نجمه… نجمه نا*ر، نا*ر تح*رق وتدفّى فى نفس الوقت… فيها الشقاوه والأنوثه والهيبه، لو ضحكت تهدّ جبال، ولو غضبت تهزّ الأرض تحت رجليك. زى نسمة صيف تيعدّى على وشك… تِسحرك قبل ما تاخد بالك.
أنا واقف فى النص يا نعمه… قلبى بيجرى ورا الاتنين، وكل واحده ليها طعمها اللى ميشبهوش التانيه.
حاسس إنى واقف على كوبرى بين نهرين… كل نهر بيشدّني ناحيته، وكل ما أقول أختار… الموج يرجع يلفّ بيا.
فضّه فيها الراحه والسكينه… ونجمه زى الخيل الأصيل، اللى يكفى بس تبصّ فى عنيها عشان تسحرك.
وأنا… أنا تايه بين الميّه والن*ار.
يمكن الزمن هو اللى هيجاوب.
ـ طيب افرض قلبك مال لوحده… هتظلم التانيه؟
ابتسم قاسم وقال:
ـ مستحيل يا نعمه… قاسم ولد الهلالي ميظلمش حد، بس القلب ساعات… له كلام غير كلام العقل.
ـ ربنا يقدرك يا ولد الهلالى وتفضل عادل ويخليك لاهلك وخد بالك من مراتاتك الاتنين بيحبوك ويريدولك الخير. .... يمكن نجمه عنيده دماغها صعيديه صُح زى ما بيجوله بس معلش بكره الحجر يلين
ـ صابر يا عمتى صابر وعمرى ما هاخدها غصب ... المهم انتى هتطولى معانا المره دى مش يومين زى مل مره
ـ ما تجلجلش يا قاسم المره دى هقعد كتير لحد ما تقولى بكفايه يا عمتى
ـ عمرى ما هقولك كده لو عشتى معايا عمرى كله
ـ تسلم يا غالي بجولك ايه أنا هروح لامك عماله ترن عليا من بدرى وانا مش برد عليها هتكولنى اول ما انزلها ابجى انزل اطمن عليا
ضحك قاسم على مزحه عمته فهى اخت أبيه الصغرى دائما ما كانت حنونه عليه رغم ضعفها إلا أنه دايما بيحس معاها براحه البال
ذهبت نعمه لغرفه جليله وجدتها تنظر لها بغ*ضب
ـ كل ده يا نعمه وسيبانى لحالى
ـ حجك عليا كنت بطمن على قاسم
ـ واطمنتى عليه ؟
ـ أه الحمد لله
ـ طمّنينى عليكى إنتِ يا نعمه… حالك مش عاجبنى.
ـ مكنتش مصدقه يا جليله… بعد السنين دى كلها، يعضّ إيدي!
ـ يا ما جولتلك زمان من وانتى صغيره… اطلّجي منه، كنتى ترفضى وتقولى بحبّه ومجدرش أسيبه.
ـ عشت معاه سنين من غير خلفه… والعيب كان منه، وياريته قدر! إنما بعد كل اللى عملته عشانه… راح اتجوز عليّا بنت صغيره!
ـ يا حول الله…
ـ مش هجول غير حسبي الله ونعم الوكيل… فوضت أمري لله. مش مضايجني إنه طلقني، مضايجني إنه أول ما قلت له "طلقني"… راح مطلقني فى ساعتها! للدرجه دى كنت تِجيله عليه؟!
ـ معلش يا نعمه… إنتي لسه صغيره وربنا بكره يكرمك بسيد سيده.
ـ صغيره إيه يا جليله… أنا عندي ٣٨ سنه!
ـ يا بت اللى زيك لسه بيتجوزوا… ده إنتي لسه فى عزك.
جليلة مدت إيدها وسندت كف نعمه وقالت بصوت دافى:
ـ اسمعيني يا نعمه… الراجل اللى ميقدرش اللى ضحّت عشانه ما يستاهلش دمعه تنزل من عينك… واللى زيه بكره يبكى إنه خسر جبل مايتعوضش.
نظرت لها نعمه بابتسامه
ـ ربنا يباركلك يا جليله اللى يشوف شدتك يجول ان مالكيش قلب وانك مفتريه لكن اللى يجرب منك يشوف أد ايه انتى جدعه وطيبه
ـ مش كل حاجه بالعواطف يا نعمه ربنا ادانا عجل وجلب عشان نفكر مش بس نمشى ورا عواطفنا
ـ البنات صعبانين عليه يا جليله طيب كنتى خليتى شهر على الاجل بينهم
ـ لأ يا نعمه وقتها قاسم ممكن يتعلق بواحده منهم ويرفض يتجوز عليها ابنى انا عارفاه زين
حياته كلها شغل زغفر ورجاله ومصانع تعامله مع الحريم محدود لو كان اتجوز واحده بس كانت ملت عينه ومكنش هيتجوز التانيه
وبعدين ليه بتقولى انى ظلمت بالعكس
هو بيحب نجمه وعاجبه منغشتها ليه وتقلها عليه وهى بتحبه يبجى احرمها منه ليه شويه عنادها هيروح وهتتعود
وفضه اللى كان حبها هيفط من عنيها اللى انا متاكده إنها عايشه احلى ايام حياتها معاه ولا فارقه معاها نجمه مش شايفه غيره يبقى اتظلموا فى ايه
بالعكس محدش فيهم هيتظلم يا نعمه مش كل حاجه العواطف
وبعدين لو اتكلمنا بالعجل افرضى قاسم حصله مكروه تانى وفضه دى اتجوزت حد تانى وقتها هنعمل ايه وانتى عارفه انى مجدرش اتبرعله
يبقى ايه الوضع وقتها
عارفه وقتها الاتنين هيخسروه يبجى انا كده فكرت صح ولا لأ
ـ مش هجدر اجاريكى فى الحديث يا جليله
المهم زى ما اكدت عليكى بلاش تقولى حاجه لقاسم
ـ نفسى اعرف ليه
ـ معلش لجل خاطري يا جليله حاجه في نفسى مش رايده اتحدث فيها
ـ بشوقك يا نعمه
اثناء جلوس قاسم فى خلوته اتته مكالمه مهمه
ـ السلام عليكم
ـ وعليكم السلام قاسم بيه فى مشكله كبيره فى المصنع ولازم حضرتك تكون موجود
ـ خير يا ناصر
ـ مكن التعبئه اتعطل ومافيش غير مكنه واحده ولو ضغطنا عليها هتبوظ ووقتها كل اللحوم ممكن تبوظ
ـ طيب بكره الصبح هكون موجود
خرج قاسم من خلونه وذهب لغرفه نجمه فكانت تلك الليلة لها
دخل قاسم الغرفة ويظهر على. وجهه الضيق
كانت نجمه تتابع دخوله بصمت تريد أن تعرف سبب ضيقة
قلبها يجبرها أن تسأله وعقلها يخبرها أن تتركه وشأنه
بدأ قاسم فى وضع بعض الأوراق داخل حقيبه ومراجعتها بضيق
تغلب قلب نجمه على عقلها واقتربت منه تسأله ما به
ـ خير يا قاسم حصل حاجه
ـ فى مشكله في المصنع ولازم اسافر دلوقت عشان الصبح اكون هناك
ـ خير يا قاسم حصل ايه
ـ مكن اتعطل بتاع التعبئه ولو اتاخرنا ممكن نتأخر فى التسليم ووقتها هيكون فى شروط جزائيه لازم اروح بنفسى عشان اعمل حصر وغير كده عندى شغل تانى فهتأخر كام يوم لو ماما وفضه سالوا عرفيهم بس بلاش تحكى تفاصيل
ـ حاضر تروح وتيجى بالسلامة بس انت هتتأخر كتير
لف قاسم بجده ووضع يده على خصرها وسحبها اليه
ـ ايه هوحشك
ـ ها
ـ ليه بتحيرنى معاكى يا بنت الناس ومعندانى
نجمة إنها تفلت منه ، لكنه ضمها أكتر بشوق وصوته مليان حرارة:
ـ ليه يا نجمة... كلّ ما أقربلك تخلّيني عطشان أكتر؟
نظر لعينيها وهو يقرّب وشه منها:
ـ ليه ماتكونيش صريحة معايا
نظره عينك ولهفتك ماكدالى انك بتحبينى انما رفضك محيرنى
أنا لو متأكد أن نافره منى من هقرب خالص لكن أنا متأكد انك حابه قربى وفى نفس الوقت حاجه منعاكى
خليكى صريحة معايا يا نجمه وقوليلى ليه بتبعدى عنى
نظرت له نجمة بحيرة، شفتيها بتتحرك كأنها عايزة تقول حاجة لكن الكلمات وقفت في حلقها.
قاسم شدها أقرب، وصوته بدأ يهدى لكن فيه رجفة شوق:
ـ نجمة... أنا مش عيل صغير تلعبي بيه. أنا راجل، وأعرف لما العين تفضح القلب.
سكت لحظة وهو يمرر يده على خدها برفق:
ـ قولِيلي... خايفة مني؟ ولا خايفة تجربى ليه ؟
بصت في الأرض تحاول تهرب من نظرته، لكنه رفع وجهها بإيده وخلاها تبص له غصب عنها:
ـ خليكي صريحة معايا... أنا محتار فيك. يوم تبيني لي شوقك... ويوم تكسري بخاطري.
هي فضلت ساكتة، وعينيها فيها دمعة خفيفة من كتر الحيرة، وقاسم حس إن قلبها بيتصارع زي قلبه.
قرب منها أكتر وهمس:
ـ لو في حد مانعك... أو خوف جوّه قلبك... أنا أول واحد يطمنك.
لمّا شافها ما بتردش، هزّ راسه بإبتسامة فيها وجع وقال:
ـ خلاص يا نجمة... ما تعصريش على روحك الكلام. أنا كفايه عليّا نظرتك دي.
مسح على خدها بكفّه بحنان وهو يبعد عنها شويه:
ـ يمكن غلطت لمّا لحّيت عليك... بس أنا غصب عنّي، ما بعرفش أشوفك قدامي وأسكت.
وقف وهو ياخد نفسه العميق، وكأنه بيحاول يلم نفسه:
ـ نامي يا نجمة... بكره عندي سفر بدري. وأنا مش عايزك تزعلى مني.
ابتسمت له بخجل وهي تهز راسها، وقاسم قبل جبينها بسرعة ومشي من الغرفة وهو لسه شايل ريحة وجودها في قلبه. ولما خرج، فضل واقف ثواني قدام بابها كأنه بيسترجع كل اللحظة اللي فاتت.
ظلت نجمه تدور فى الغرفه لا تعلم ماذا بها
هل تذهب وتخبره بما في قلبها وتعترف له أم تتركه يذهب وتتحدث معه بعد عودته
ياترى هتروح تواجهه قبل السفر ولا كرامتها هتنقح عليها ؟؟؟
↚
ظلت نجمه تفكر هل تصارحه أم تظل صامته واتخذت قرارها أن تصارحه
خرجت من الغرفه وتوجهت لمكتبه داخل السرايا لم تجده وسمعت بعدها صوت سيارته وهى تتحرك بالخارج شعرت نجمه بإحباط وقررت أن تصارحه عندما يأتى من سفره
عادت لغرفتها بعد ذلك وجلست تصلى وتدعى الله ان يريح قلبها
فى صباح اليوم التالى استيقظ الجميع فى سرايا الهلالى وعندما اجتمعوا على الفطار تفاجئت فضه من عدم وجود قاسم
ظلت تنظر لمكانه منتظره أن يأتى ولكنه لم يأتى
وجهت جليله حديثها ل نجمه
ـ فين قاسم يا نجمه منزلش ليه
ـ قال عنده شغل ولازم يسافر وسافر متاخر قال عشان يلحق يوصل بدرى.
ـ فى مشاكل ولا ايه
ـ لا معرفش حاجه هو بس قالى أنه مسافر شغل طارئ
تحدثت فضه بإحباط
ـ طيب هو اللى بيسافر مش لازم يقول قبلها عشان يعنى نبقى مستعدين
وجهت جليله حديثها لها
ـ لا يا فضه قاسم عنده شغل كتير فى مصر وهو متعود على كده مره واحده بيسافر ومنعرفش بيرجع امته
ـ طيب مين بيسافر معاه يخدمه هناك .
ـ محدش هو عنده شقه هناك والبواب ومرات البواب بيشوفوا طلباته
ـ بس هو متجوز دلوقتي المفروش يبجى حد معاه
ـ سبيه على راحته يا فضه هو لو محتاج حد منكم هيطلب بنفسه
صمتت فضه وقامت من على الطعام دون أن تأكل شيئا عكس نجمه التى جلست وتناولت القليل من الطعام
فى الجهه فى المصنع
وصل قاسم وصعد لمكتبه بشكل مباشر وعندما صعد تفاجئ امامه بسكرتيرته مروه واقفه وبطنها امامها ويظهر على وجهها علامات الوجع
ـ مالك يا مروه انتى هتولدى ولا ايه وبعدين ليه مأخدتيش اجازه الوضع لحد دلوقتي
ـ انا بقالى ٣ ايام بدعى ربنا انك تيجى قبل ما اخدها المفروض كنت اولد امبارح بس اجلت الولاده
ـ هو فيه ولاده بتتأجل ؟؟ وليه بتأجليها اصلا
ـ ظروفى يا قاسم بيه وعلى أمل إنك تيجى وربنا بعتك ليه
ـ للدرجه دى خير يا مروه فى ايه
ـ انا جوزى كان شغال فى شركه **** وللاسف مشوه منها وهو قاعد فى البيت بقاله شهرين مش لاقى شغل وانا شغلى هو مصدر دخلنا الوحيد ولو سبته وحد خد مكانى يبقى خلاص كده وانا زى ما حضرتك شايف داخله على ولاده وطفل جديد ومصاريف الله لواحده اللى عالم بيها انا يعنى كنت بطلب من حضرتك أنه هو يمسك مكانى وصدقنى هو شاكر أوى ومخلص فى شغله وربنا يشهد على كلامى بدأت مروه تبكى وهى تتحدث
ـ طيب أهدى يا مروه أهدى خلاص اتصلى بجوزك يجيى يقابلنى دلوقتي ومرتب الشهر كامل هتاخديه.... و هينزلك كل شهر لمده سنه وانتى قاعده فى البيت قبضك وابعتى لجوزك يجيى يمسك الشغل بدالك وبعدها روحى اولدى يا مروه الولاده مبتتأجلش عملتيها إزاى دى قالها بمزحه
ابتسمت مروه على مزحته
ـ أنا بولد قيصرى ... بحد يا قاسم بيه انا مش عارفه اشكرك ازاى اللى عملته ده كتير عليه اوى انا كنت بدعى بس عشان جوزى يمسك بدالى بدل ما نتبهدل
ـ انا مش بفهم فى الحاجات دى اللى افهمه معاد الولاده جه .اولد اكتر من كده ماعرفش إن الولاده بقت أنواع كمان وبعدين لما يكون فى حاجة زى كدخ مره تانيه اتصلى بيه على كول أو كلمى ناصر يكلمنى انما انتى دعيتى خلتينى اسافر فى نصاص الليالى
ـ مش فاهمه
المهم ابعتى دلوقتي ناصر خليه يجيى ضرورى وبعدها تقدرى تمشى وادعيلى
ـ ربنا يريح قلبك زيرزقك الخير كله ويهدى سرك ويحبب فيك خلقه
ـ يارب يا مروه يارب
خرجت مروه وبعدها بقليل وصل ناصر
ـ خير يا ناصر عملتوا ايه
ـ المكن اشتغل تانى كان عيب كهربا كلمت حضرتك امبارح بس كنت تقريباً كنت وصلت القاهره
ـ خلاص سفر بسفر بقى اخلص كل اللى ورايا
تعالى ننزل دلوقتي المصنع ونشوف الدنيا ماشيه ازاى واطمن على المكن بنفسى
ذهب قاسم برفقه ماصر وبدأ يتابع سير المكن والاجهزه وخط الانتاج
ـ كده الطلبيه دى المفروض انها هتتسام اخر الاسبوع
ـ تمام يا قاسم بيه ولازم حضرتك تكون موجود عشان تتأكد من الجوده بنفسك زى كل مره
ـ انا هفضل هنا كام يوم مش هسافر غير لما اسلمها وأهم حاجه فى المنتج اللى بنورده إنه يكون كامل المواصفات عشان ده بيحمل وجهه بلدنا معاه
ـ تمام يا قاسم بيه فاهم قصد حضرتك
وفى شركه تانيه حابه تستورد مننا باعتوانا ايميل امبارح
ـ تمام هطلع اراجع الميلات واشوف فى المزرعة الاول عندنا كام راس قبل ما ارد عليهم
ـ ربنا يزيدك يارب
اتصل قاسم بمدير المزعه وساله عن عدد المواشى المتاحه حاليه وطلب منه عمل حصر لهم
وبعدها أتى زوج مروه واستلم العمل مكان زوجته
انتهى قاسم من العمل وقرر الذهاب لمنزله لاخذ قسط من الراحه وبعدها يقابل صديقه امين
فى المساء اتى امين لمقابلته فى منزله
ـ منور القاهره يا قاسم
ـ بنورك يا أمين
ـ ايه المفاجأة الحلوه دى
ـ كان فى مشكله في المصنع واتحلت الحمد لله... المهم كلمت اللواء رشدى زى ما قولتلك
ـ كلمته وطلب يقابلك
ـ اتصل بيه وعرفه انى جيت وعايز اقابله
ـ تمام ... وقام بالفعل أمين واتصل به واخذ منه موعد غداً الساعه السادسه مساءا
خرج بعدها قاسم برفقه امين وتناولوا العشاء خارجاً وظلوا يتحدثوا فى بعض الأمور العامله
فى اليوم التالى قابل قاسم اللواء رشدى ومعه أمين
ـ مساء الخير ازيك يا سيادة اللواء
ـ أهلا يا قاسم بيه ولا نقولك يا عمده
ـ اللى يناسب حضرتك الاتنين حلوين
ـ امين كلمنى بخصوص شركه الامن
ـ وكنا حابين حضرتك تمسكها، أكيد عند حضرتك خبرة كبيرة وعلاقات.
اللواء رشدي (بابتسامة فيها تساؤل): طب ليه دلوقتي يا قاسم؟ إيه اللي مخليك محتاجني أمسك الشركة؟
ـ بصراحة يا سيادة اللواء... الشركة كبرت أسرع من المتوقع. بقينا بنأمّن منشآت حساسة ومناطق ليها قيمة، وده محتاج قيادة من نوع مختلف. إحنا اشتغلنا صح لحد دلوقتي، لكن الفترة الجاية مش بس محتاجة اداره قويه لأ محتاجه حد عنده وعى وخبره
ـ تقصد إن في حد بيراقبكم؟
ـ : مش بحب أسمي حاجه قبل ما أتأكد... لكن في حاجات غريبة بتحصل حوالينا. مناقصات بتضيع فجأة، عقود بتتأجل من غير سبب، وكأن في حد مش عايزنا نكبر. وجود حضرتك معانا مش بس هيزود قوة الشركة... ده كمان هيخلي أي حد يفكر ألف مرة قبل ما يحاول يقرب.
ـ يعني الموضوع مش مجرد شغل...
ـ لأ شغل انا من حوالى شهرين اتضر**بت بالن*ار وكنت تقريبا بين الحياه والموت ولما رجعنا الكاميرات انا وامين وجبنا اللى ضر*ب علينا نا*ر لكن لما روحناله لقيناه مقت*ول ومعرفناش مين .
ـ طيب انت شاكك فى حد
ـ فى البلد اه بس انا مش همشى ورا شكوك
ومش عارف المشاكل اللى فى المصنع والشركه دى سببها نفس الشخص ولا صدفه برضو
ـ تمام مبدايا أنا موافق بس انا عايز اطلع على الاجهزه واشوف نظام الشغل ماشى إزاى وبيكون معايا فريق عمل بيشتغل تحت ايدى
ـ اللى شايفه مناسب اعمله وأمين حالياً مقيم فى القاهره وشريكى فى شركه الأمن
ـ مافيش مشكله يا قاسم بيه بكره الصبح هاحى الشركه واقابلكم هناك وهراجع على اماكن توزيع الكاميرات فى البلد
ـ على خيره الله والمرتب اللى تحطه ليك وللفريق مش هنختلف عليه بإذن الله
انتهى اليوم وذهب قاسم للمنزل وخلد للنوم مباشره
فى اليوم التالى فى سرايا الهلالى صباحاً كانوا جميعهم جالسين هلى طاوله الطعام بما فيهم نعمه
كانت نعمه تجلس بجانب جليله وتمزح مع فضه ونجمه تحاول أن تجعل بينهم حديث
تحدثت فضه متساله عن قاسم
ـ بقولك يا عمتى انتى معاكى رقم قاسم
ـ اه
ـ طيب ينفع تتصلى بيه وتطمنينا عليه وتعرفى هياجى أمته
ـ إنتى مش معاكى رقمه
ـ لأ
ـ لأ ازاى وانتى يا نجمه مش معاكى رقمه
ـ لأ
ـ نعم هو مش جوزك منك ليها ازتى مش معاكم ارقامه
ـ انا تليفونى سبته لاخويا قبل ماتجوز على طول
ـ وانتى يا نجمه
ـ مجتش مناسبه انا لما بعوزه بلاقيه موجود
ـ يلا يا عمتى بقى اتصلى بيه اتطمنى عليه
ـ حاضر يا فضه
اتصلت نعمه على قاسم الذى رد عليها مباشره وكانت فاتحه مكبر الصوت
ـ ازيك يا قاسم عامل ايه يا حبيبي
ـ الحمد لله يا نعمه اوعى تكونى مشيتى او عايزه تمشى هزعل منك
ـ لأ لسه هستناك لما تاجى
ـ خلاص اتفقنا طمنينى نجمه وفضه عاملين ايه
ـ هما الاتنين بيسألونى عليك وعايزين يطمنوا عليك
ـ مافيش واحده منهم رفت سماعه تتصل عليه
ـ وانت متصلتش بيهم ليه
ـ والله مشغول يا عمتى يا دوب بعرف اناملى ساعتين
ـ ربنا يعينك يا حبيبي فضه مس معاها تليفون تكلمك منه ونجمه مش معاها رقم ومستحيه تطلب رقمك
ابتسم قاسم من سيره نجمه
ـ قوللها انا جوزها وماينفعش تستحى منه
هاتى لما اكلمهم
اخذت فضه الهاتف من نعمه وذهبت بعيداً حتى تتحدث معه
ـ وحشتنى يا قاسم اوى هترجع امته وكده تسافر من غير ماتجولى
ـ معلش يا فضه مشغول شويه ولما اجى هجبلك هديه وانا جاى
ـ طيب ينفع اطلب منك طلب
ـ اه طبعا
ـ ينفع اروح ازور امى
ـ روحى يا فضه هكلم الغفير يوديكى ويستنامى يرجعك تانى بالعربيه ي
ـ تسلملى يارب
ـ ادينى نجمه بقى اسم عليها
ذهبت فضه واعطت الهاتف لنجمه وعادت غضه تجلس بجانب نعمه
ظلت نجمه صامته الى ان قطع قاسم الصمت
ـ مافيش اتوحشتك يا قاسم انا قولت لو غبت عنك هوحشك
ـ تيجى بالسلامة
ـ انا زعلان منك على فكره كده متساليش عنى رغم انك عارفه انى مسافر وعندى مشاكل في ال شغل
ـ منا مش معايا الرقم
ـ خديه من نعمه والزعل مش هيروح غير لو اتصلت وسالتى عليا انا فاضى بليل هستناكى تكلمينى ها
اماءت نجمه براسها ولم تجيب
فابتسم قاسم وتخيلها وهى تهز راسها
ـ طيب هشوفك وانتى بتهزى راسك ازاى قولى حاضر
ـ انت عرفت منين
ـ خمنت انا تقريبا حفظت تصرفاتك بس لما ارجع هيكونلى كلام كتير معاكى الكلام اللى مكملناهوش المره اللى فاتت
مر اسبوع على تلك الأحداث وعاد بعدها قاسم للبلد فى المساء وذهب مباشره ىغرفه فضه
تفاجئت فضه من وجوده وظلت تقفز من السعادة بسبب عودته
ابتسم قاسم على تصرفها الطفولى واخرج هاتف حديث من حقيبته وأعطاه لها نظرت فضه للهاتف وهى غير مصدقه
ـ ايه ده
ـ مش انتى مش معاك. تليفون جبتلك واحد يارب يعجبك
ـ ده شكله غالى جوى التليفون ده ليه انا ... بتاعى
ـ أه يا فضه وحطتلك فيه خط وسجلتلك رقمى
ـ يعنى وقت لما تكون مش موجود اكلمك عادى وهترد. عليا
ـ اه يا ستى المهم جهزيلى الحمام انا تعبان كن السفر وهموت نوم
وبالفعل اخذ قاسم حمامه وخلد بعدها للنوم
فى الصباح كان الجميع يجلس على السفره وتفاجئوا بوجود قاسم الذى ينزل من السلم وبجانبه فضه
كانت عينى نجمه معلقه عليهم بصمت
لما أتى اليها هى أولا هل بعده عنهم جعله يشتاق لها ؟؟
لما لم يخبرنى انه سوف يأتى ؟؟
كانت تجلس نجمه بغيره على طاوله الطعام وقررت بعد انتهاء الطعام ستتحدث معه ويحدث ما يحدث
↚
ظلت نجمه تشاهد نزول قاسم برفقه فضه وهو مبتسم
كانت نظرات قاسم محاوطه نجمه أثناء نزوله كان يراقب تغيرات وجهها عندما رأته
جلس قاسم على رأس الطاوله وألقى السلام عليهم
بدؤا جميعهم بالطعام معادا نجمه التى كانت شارده فى الطعام بعد انتهائهم من تناول الطعام وجهت نجمه حديثها لقاسم
ـ قاسم لو سمحت محتاجه اتكلم معاك ضرورى
ـ طيب ينفع نأجل الكلام يا نجمه لبليل انا هاجى بدرى بس لازم اروح المزرعه ضرورى
اماءت نجمه براسها بالموافقه وبعدها صعدت لغرفتها
أتى قاسم فى المساء ولم يجد نجمه جالسه معهم كعادتها
ـ امال فين نجمه
ـ قالت إنها تعبانه شويه ومش هتقدر تنزل تتعشى معانا .. اقعد كل وبعدين اطلع ريح شويه
ـ طيب خليتى حد يطلعلها أكل
ـ هوصى الشغاله تطلعلها الاكل أقعد كل انت معانا
جلس قاسم يأكل معهم وكان ذهنه منشغل بنجمه ...
كان يجارى فضه فى احاديثها كما يفعل دائما معها حتى لا تشعر بتشتت انتباهه
انتهوا من الطعام وتركهم قاسم وصعد لغرفته برفقه فضه وجدها جالسه امام الشرفه تنظر للفراغ امامها وصنيه الطعام خلفها لم تأكل منها شيئا
اقتربت منها قاسم ببطئ وضمها اليه وقبلها من رأسها
ـ وحشتينى أوى يا نجمه
ـ عملت الحركه دى امبارح مع فضه وقولتلها نفس الكلمه ؟؟
وحشتك برضو صح ؟؟
ويمكن أكتر منى كمان عشان كده جيت عليها ؟!
ـ انتى بتقولى إيه نجمه ؟؟ وايه الكلام ده ؟
ـ بقول الحقيقه اللى بحاول اشيلها من دماغى عشان اعرف اعيش ومش عارفه
ياترى يا قاسم كل حاجه بتعملها معايا بتعملها مع فضه ؟؟
يعنى لما بتضمنى وتحضنى بتعمل معاها كده ؟؟
لأ انت بتعمل أكتر من كده عشان هى مراتك شرعاً مش أنا صح
نجمه وهي بتبصله والدموع في عنيها:
ـ عارف يا قاسم أنا بقيت بخاف من حضنك... بقعد أسأل نفسي هو انت بتعمل كده معاها زيي؟
كل كلمه بتقولها ليا بتفضل تدوي في وداني وأسأل نفسي: يا ترى قلتها لفضه قبل كده؟
ـ نجمه إهدي بس واسمعيني...
ـ مش ههدي يا قاسم! أنا طول الوقت ساكته وقلبى وجعنى مش قادره أعيش وأنا حاسه إني ضيفه في حياتك.
ـ ضيفه؟!
ـ أيوه ضيفه... لما بتضحك معايا، بسمع نفس ضحكتك معاها! لما بتاخدني في حضنك، بحس إني نسخه مكرره مش أكتر... أنا مش لعبه تملّي بيها وقتك
ـ ليه يا نجمه بتقولى كده انا مقصرتش معاكى فى حاجة بالعكس أنا بحاول اقربلك بكل الوسائل وانتى اللى بتبعدى عنى انا مش عارف ارضيكى إزاى
قاسم اللى كل الناس بتسعى عشان ارضى عنها بحاول ارضيكى انتى
صمت قاسم لحظات يفكر فى سبب حديثها
ـ نجمه انتى غيرانه عشان لما جيت امبارح روحت عليها ؟؟ انا جيت متاخر وده كان يومها زى ما سبتك ومكملتش معاكى الليله ويومها كانت الليله ناقصه برضو لما جيت امبارح جيت متاخر ونمت على طول
ـ مش بس ده يا قاسم مش بس كده
قاسم انت ازاى ترضهالى انك تبقى بايت عندها وتيجى تانى يوم تبات عندى ؟؟
ازاى تبقى لسه لمستها على ايدك وتيجى عايز تلمسنى إزاى ؟
ـ أنا مش فاهم يا نجمه.
ـ مش فاهم إيه يا قاسم؟! مش فاهم إني ست، وبحس وبغير وبشم ريحتها فيك؟!
انت فاكرني حجر؟ فاكرني مش هحس إنك لسه خارج من حضنها وجاي تحضني؟
ـ انتي مكبرة الموضوع قوي...
ـ لا مش بكبره! انت اللي مش حاسس قديه بيكسرني. قاسم أنا مش لعبه تنقلها من إيد لإيد. مش هعرف أعيش وأنا عارفه إنك بتقفل باب عندي وتفتح باب عندها في نفس الليلة!
سكتت لحظة ومسحت دموعها بعصبية:
ـ أنا طول الوقت ساكته وقلبى مليان وجع ... بس النهارده مش هسكت. مش قادره أستحمل إحساسي إني حاجه زياده في حياتك.
ـ نجمه انتى مش حاجه زياده طيب لو متضايقه إن ليله عندك وليله عندها نخليها اسبوع واسبوع ولو حابه تبقى انتى الأولى
ـ انت ليه يا قاسم مش قادر تفهمنى
قاسم انا بغير بموت من جوايا وأنا عارفه إن فى واحده تانيه فى حياتك
ـ انت ليه يا قاسم مش قادر تفهمني؟
ـ بفهمك يا نجمة بس إنتي مكبرة الموضوع...
ـ مش مكبره! دي نار يا قاسم، نار بتاكلني كل يوم. كل ما تبصلي بعينيك دي، عقلي يقوللي: نفس النظرة بيبصلها بيها. كل كلمة بتقولهالي، قلبي يصرخ: يا ترى قالها لفضة كمان؟
ـ نجمة إهدي...
ـ مش ههدي! أنا مش عايزة تقسيم... مش عايزة أسبوع وأسبوع ولا مين الأولى ومين التانية. أنا مش جدول بتوزعه زي أرض المزرعة. أنا ست... يا تكون ليّ وبس، يا ما تكونش!
وقفت تبصله والدموع مغرقه عينيها وصوتها بيرتعش:
ـ قاسم، أنا بموت من جوايا وأنا عارفه إن في واحدة تانية بتشاركك معايا... بموت وأنا مش قادرة أصرخ كل مرة بشوفك خارج من عندها وجايلي.
ـ نجمه أهدى طيب
ـ ماتقوليش اهدى يا قاسم
ـ بصى يا نجمه انا كمان هكون صريح معاكى
فى البداية انا مكنش فارق معايا واحده زى عشره وخصوصاً لما فهمت من كلام جليله وابوكى إنك مش فارق معاكى اتجوز عليكى تانى وخصوصاً لما ابوكى جه معايا اطلب فضه للجواز
قبل جوازى منكم كنت فاكر انى هحبكم زى بعض وهعرف اعدل بس للاسف ظاهرياً عادل لكن للأسف انا مش عادل وبعدى عنكم خلانى اتاكدت من كده
انا قلبى كله معاكى يا نجمه لكن هى مالهاش ذنب ومش هقدر اظلمها حتى لو هاجى على نفسى وهدوس على قلبى
سكتت نجمة لحظة وبصت له بحدة، صوتها كان ثابت لكن جواها زلزال:
ـ طلقني يا قاسم.
ـ مش هقدر يا نجمة... مش هقدر برضه يا نجمة. طلاقك مني مستحيل. إنتي بتطلبي مني المستحيل.
ـ المستحيل إني أكمّل كده!
ارتفع صوتها لأول مرة من بداية المواجهة، والدموع اتجمعت في عينيها:
ـ المستحيل إني أفضّل أشاركك مع حد تاني وأتظاهر إني راضية!
ـ نجمة... أنا قلبي كلّه معاكي...
ـ قلبك معايا؟! وإيدك معاها! حضنك معاها! ازاي عايزني أصدق إن ليّا مكان عندك؟!
ـ الموضوع مش بالبساطة دي...
ـ لأ يا قاسم، الموضوع أبسط مما تتصور... طلقنى
قرب منها خطوة، وحاول يمسك إيدها، لكنها سحبت نفسها للخلف بعصبية:
ـ بلاش يا قاسم... بلاش تلمسني وإنت لسه كنت جاى من حضنها.
وقف ساكت لحظة،
ـ نجمة، أنا مش هقدر أعيش من غيرك.
ـ وأنا مش قادرة أعيش مع نصّك!
سابت المكان بسرعة، وهو واقف مكانه مش قادر يتحرك، صوته مكتوم كأنه بيتخنق:
ـ نجمة... مش هقدر أطلقك... ومش هقدر أسيبها... أنا تايه.
خرج قاسم خلفها من الغرفه وصعد خلوته ظل يفكر في حديث نجمه
هو عارف إن عندها حق مهما حاول يهرب من الحقيقة مش هيقدر بس للاسف مافيش حل استحاله اطلق فضه أو أظلمها واستحاله اطلق نجمه وضع الهاتف الذى اشتراه لها أمامه وظل ينظر له لا يعلم ماذا يفعل
ماذا او أتى له احد بنفس المشكلة هيقوله ايه ؟؟
امشى ورا قلبك وظلم ؟؟ ولا كمل مع الاتنين وأظلم برضوا
ظل جالس في خلوته إلى أن غلبه النوم وفى صباح اليوم التالى ذهب لغرفته ليأخذ حمامه ويبدل ملابسه ووجد نجمه على حالها من امس
اقترب منها وجلس امامها ومسك يدها وقبلها
ـ نجمه حبيبتي أنا عارف إن الوضع صعب يمكن عليكى إنتى اكتر بس أنا اعمل ايه ؟؟
اطلقها وابقى ظالم ؟ ترضهالى ؟؟
ومتقوليش طلقنى عشان مش هقدر الموت عندى أهون انا معاكى حسيت حاجات مكنتش اعرف انها موجوده أصلا.... طلاقى منك معناه موت قلبى
ـ طيب انا أعمل إيه.. مش بإيدى حاولت ومعرفتش يا قاسم.... انت بحبك من ساعه ماوعيت على الدنيا دى عمرى ما فكرت احب زى باقى البنات اللى فى سنى مرهقتى وطفولتى وشبابى كلها انت يا قاسم كل مره يتقال فيها اسمك قلبى بيتشال من مكانه ويتحط تانى قامت وفتحت دولابها
بص يا قاسم كل الهدوم دى كنت بفكر وانا بجبها ايه اكتر حاجه هتعجبك عليه
ايه اكتر لون هتحبه فيه انت متخيل شايف كل دى ملبستش حتى واحده منها نظر قاسم لكل الملابس
وقربها منه بحب ونظر فى عيناها بعشق
ـ نجمة بصيلة أنا مش قادر أتخيل حياتي من غيرك.
ـ وأنا مش قادرة أعيش وأنا حاسة إني نص واحدة... مش كاملة في قلبك.
ـ والله العظيم قلبي كله ليكي... بس الموقف اللي أنا فيه أكبر مني ومنك.
ـ يبقى سيبني يا قاسم... سيبني قبل ما أموت كل يوم وأنا جنبك.
ـ لا، ما تقوليش كده! (قرب منها أكتر وعينه بتلمع) نجمة، الموت عندي أسهل من بعدك.
ـ وإنت فاكر البعد عنك سهل عليا؟ أنا بموت بالحياة دي يا قاسم...
سكتوا لحظة، صمت تقيل في الغرفة، مفيش غير صوت أنفاسهم.
قاسم حاول يشوف في عينيها نقطة ضعف، وهي بصت له بعناد حزين.
ـ نجمه يلا ننزل نفطر معاهم ونكمل كلامنا بعدين
خلينا نهدى ونفكر بهدوء يمكن نوصل لحل
ـ مافيش حلول يا قاسم تنفع
ـ عشان خاطرى استحملى معايا يا نجمه انا آسف على كل حاجه وجعتك خليتك تحسيها
صدقينى يا نجمه ادينى فرصه
ـ حاضر يا قاسم اعطاها قاسم الهاتف وبعدها
خرج من غرفه وخرجت خلفه نجمه وحاول أن يظهر وجهه بشكل طبيعي وجلس معهم على السفره كما يفعل دائما تحت حكايات فضه له وماذا تعلمت على الهاتف الجديد
بعد انتهائهم من الطعام طلبت فضه من قاسم أن تذهب لوالدتها ووافق قاسم وانتظرها حتى تجهز ويقوم بتوصيلها فى طريقه فى ذلك الوقت كانت النظرات متبادله بين قاسم ونجمه ولكن ليس هناك حل بيدهم
ذهبت فضه وجلست مع والدتها واعطتها بعض المال
ـ ايه ده يا نجمه
ـ قاسم بيدينى مصروف كبير ومش عارفه اعمل بيه ايه عارفه يا أما كنت بفكر احوشه واجيب تليفون جديد لكن قاسم جبلى واحد هديه من النوع الغالى ده فقولت اديكى جزء من الفلوس
ـ الحاجه جليله عامله معاكى ايه هى ونجمه
ـ الحاجه جليله أهم حاجة عندها إن قاسم يبقى مبسوط ومحدش يعمل حاجه غلط غير كده هى طيبه
ونجمه فى حالها اغلب الوقت سرحانه لكن عمته دى بجى زى النسمه بصلى جابتلى إيه هديه
ـ حلوه أوى الحمد لله انك مبسوطه يا فضه أنا كنت خايفه يكون غرضهم منك وسكتت لم تكمل حديثها
ـ غرضهم منى ايه تقصدى ايه ؟؟؟
ياترى فضه هتعمل ايه ؟؟
↚
ـ قصدك ايه يا أما
ـ قصدى إن جواز قاسم منك فاجأه كده على بنت عمه أكيد ليه غرض تانى
ـ منا عارفه يا أما غرضه ايه من الأول... انتى فكرانى مش فاهمه ولا هبله
فكرك لو مكنتش اتبرعتله وفصيله د*مى نفس فصيلته كانت الحاجه جليله بصلتى أصلا
يا أما انا عارفه انهم واخدنى أمان ليه عشان لو حصله حاجه ابجى موجوده
ـ وانتى موافجه على كده
ـ بقولك ايه يا أما الاعمار بيد الله وانا من غير أى حاجة افديه بحياتى مش بشويه د*م
ـ بس هما كده بيستغلوكى
ـ بيستغلونى ؟!! ضحكتينى يا أما
عارفه يا أما لو الاستغلال أنى اعيش هانم جوه سرايا ومحطش ايدى اغسل حتى كوبايه يبجى يا ما احلى الاستغلال
لو الاستغلال أنى اخد مصروف شهرى اد مرتب ٣ شهور وانا مش بعمل حاجه يبقى يا محلى الاستغلال
لو الاستغلال أنى اعيش مع اللى بحبه ويعاملنى حلو ومايحسسنيش انى تجيله عليه ويجبلى الحلو كله من غير ما اطلب يبجى يا محلى الاستغلال ياريت كل الناس تستغل بعضها كده يا أما
ـ مش عارفه اقولك ايه يا بنتى خدى بالك من حالك كويس ومن نجمه سكوتها ده مش مريحنى
ـ ماتحطيش فى بالك يا أما ادعيلى بس اطلع حامل أنا داخله على شهر اهو
ـ وانتى عايزه تحملى من أول شهر
ـ وليه لأ انا لو حملت الاول جليله هتحبنى أكتر واكتر وخصوصاً لو حملت فى واد
ـ بتلعبى بالنار يا فضه ومستعجله وده يا بنتى بيجلجنى عليكى يا فضه انتى لسه صغيره ومش فاهمه حاجه انا اوقات بلوم نفسى أنى رضيت اجوزك فى سنك ده بس انا عارفاكى مش هتسكتى
ـ ماتجلجليش محدش يقدر يعملى حاجه ده انا مرات قاسم الهلالى
ـ إذا كان قاسم نفسه كانوا هيخصلوا عليه انتى بجى يا حزينه هتبجى بعيده عنهم
ـ يا اما ماتخوفنيش الله يرضى عنك
ـ مش بخوفك بس حرسى محدش يعرف مين بيحب مين
ـ خليها على الله يا أما... بجولك أنا قاسم بيرنّ عليّا عشان أخرجله، عشان أروح أشوفك بخير.
ـ خليه يدخل يسلم طيب... ولا إحنا مش قد المقام؟
ـ لأ طبعًا يا أما، أنا هجوله.
اتصلت فضّة بقاسم وطلبت منه الدخول، وبالفعل دخل وجلس مع والدة فضّة، وتبادل معها حديثًا هادئًا مليان ودّ. أرسل الغفير ليشتري طعامًا لهم، وجلسوا يتناولون العشاء سويًا.
لم يأكل قاسم كثيرًا حتى لا يُشعرهم بالتقصير، محتفظًا بشهيته ليأكل في السرايا لاحقًا، لكنه ظلّ معهم يصغي لكل كلمة تقولها أم فضّة دون ملل، حريصًا ألا تشعر بضيق أو تكلّف.
قضى بعض الوقت معهم، وجعل فضّة تدعو والدتها لزيارتهم في السرايا غدًا حتى تجلس معها فترة أطول. لكن ميل قلب قاسم لنجمة كان يثقل صدره بالذنب تجاه فضّة، حتى وهو يحاول أن يبدو مهتمًا بها وبأهلها
خرجت فضّة مع قاسم وركبت إلى جواره في السيارة، وجهها مليان فرحة وكأنها تنتظر أن يراها جميع أهل البلد وهي بجانبه. كانت تبتسم من النافذة بفخر ظاهر وتعدل طرحتها بين الحين والآخر.
ظل قاسم يراقب حركاتها بصمت، وفي داخله صوت يلومه:
إنت استعجلت ليه يا قاسم؟! دي لسه صغيرة... طفلة بتفرح بالمظاهر أكتر من معنى الجواز نفسه.
كنت فاكر إنك بتعمل الصح... بس الحقيقة إنك ظلمتها وظلمت نفسك وظلمت نجمه
لا نجمه ولا فضه ليهم ذنب اللوم كله عليه استعجلت و عجبنى كلام جليله جه على هوايا كنت فاكر انى طالما مقتدر هقدر اعدل بينهم لكن اهو قلبك خانك ومال لواحده شاغله تفكيرك
نسيت إن الاعمار بيد الله سبحانه وتعالى
قطع قاسم شروده فجأة وسألها وهو سايق:
ـ قوليلي يا فضّة... ممكن تندمي في يوم على جوازك مني؟
بصّت له باستغراب، ضحكت وقالت بسرعة من غير تفكير:
ـ أندم!! استحالة طبعاً أندم.
جوابها التلقائي والفرحة اللي في صوتها زوّدوا شعور تأنيب الضمير عند قاسم...
يا ريتك عارفة يا فضّة إني مش قادر أديكِ حقك كامل... يا ريتك عارفة إن قلبي مشغول بغيرك.
حس بجرح تجاه نجمة كمان، وكأن قلبه بيقسّم نفسه بين اتنين مظلومين، لا ذنب لأي واحدة فيهم.
التفت إليها بابتسامة باهتة:
ـ ربنا يخليكِ ليا يا فضّة...
لكن جوه قلبه كان بيقول كلام تاني تمامًا.
كلام نجمه بيرن داخل ودانه طلقنى يا قاسم
طلقنى يا قاسم
ظل يردد الكلمه داخله
هل يطلقها ويعاقب نفسه بحرمانه من الوحيدة التى دق قلب لها
نظر لفضّة وهي بتحكي له عن موقف حصل في بيتهم، لكنه ما سمعش ولا كلمة. كان غارق في دوامة صراع بين قلبه وعقله، بين إحساسه بالذنب وحبه اللي ممكن مايقدرش يعرف يداريه ونظرات عيونه اللى هتفضحه
بعد قليل وصلوا السريا
دخل قاسم السرايا وخلفه فضه
كان يبحث عن نجمه بعينيه وعندما وجدها بدأ يهرب من نظراتها لم يستطع أن يواجهها
تحدثت عمته
ـ تعالى يا قاسم اقعد معانا شويه
ذهب قاسم وجلس بجانب نجمه ودخلت خلفه فضه وجلست بجانب نعمه
ـ تحب نتعشى دلوقتي يا قاسم
ـ احنا كلنا يا عمتو عند ماما قاسم بعت جابلنا اكل واتعشينا قبل ما نيجيى
ـ كلى تانى يا حبيبتى زيادة الخير خيرين وبعدين نجمه وجليله هيزعلوا عشان مستنينكم نتعشى سوا
تحدثت نجمه بغيره مخفيه
ـ خلاص يا عمتوا لو اتعشوا نتعشى احنا ماتغصبيش عليهم
ـ لا يا نجمه انا حاسس انى جعان وهاكل تانى قوللى للشغاله تجهز العشا
استاذنت فضه منهم
ـ انا بطنى مليانه على اخرها مش هقدر أكل تانى هطلع ارسح فوق عشان حاسه نفسى تعبانه شويه وانتوا كلوا براحتكم
ـ ألف سلامة عليكى يا فضه
ظل قاسم ينظر لنجمه هو يعلم شعورها بالغيره التى تحاول اخفائه ولكن ماذا عليه أن يفعل
جلسوا جميعاً وتناولوا الطعام وبعدها حاول قاسم أن يفتح حديث مع نجمه
ـ عامله ايه انهارده يا نجمه يارب تكونى هديتى
ـ أنا هاديه يا قاسم لكن مش معنى هدوئى أنى هوافق على الوضع ده
وبعدين انا عمرى ما شوفتك جيت اتعذمت عندنا لا فى خطوبه ولا جواز
ـ انتى زعلانه عشان اتعشيت عندهم والله مامتها عزمتنى ودى ست كبيره ماينفعش احرجها وبعدين ابوكى اللى بخيل ومعذمنيش قبل كده يمكن لو كان عزمنى ودوقت من يدك الوكل كان الوضع اتغير
ـ وانتوا متعذموناش ليه
ـ مهو انا مش هعزمك عندنا وانا راجل مش بطبخ يا نجمه وبعدين المفروض انتى اللى تعزمينى عشان تدوجينى وكلك ... انا لما بعمل عزايم أهل البلد بيكونوا حضرينها حتى لو عزمتكم مش هشوفك من الخلق
ـ لا ردك جاهز
ـ يا ستى خلاص انا الغلطان ملحوقه الاسبوع الجاى اخدك ونتغدى عند اهلك ثم مسك يدها وقبلها بس أنا عايز ادوق الوكل من يدك دى
جذبت نجمه يدها بخفه وابتسامه تحاول أن تداريها
ـ مانت عندك اللى بتوكلك
ـ بس انا عايزك انتى اكل من يدك انتى يا نجمه ايه كتير عليه
ـ لأ اخاف تتعود وبعدين ابعد عنك فاجأه تتعب
ـ بلاش تجيبى سيره البعد الله يرضى عليكى كل أما افكر فيه قلبى بينقبض
ـ ايه الحل
ـ مش عارف والله معارف بس كلمه طلاق بتوجعنى أوى يا نجمه
قام قاسم بضيق وتركها وصعد لغرفته مع فضه وجدها نائمه
جلست نعمه بجوار نجمه
ـ وبعدين اخرته ايه العند
ـ مش قادره يا عمتى مش قادره حاولت والله حاولت
ـ بس قاسم بيحبك وقربه منك غير قربه من فضه واجب انما قربه منك حب
وفضه صغيره للاسف دخلت فى مكان مش بتاعها وقاسم مش هيظلمها جليله للأسف ظلمتكم كلكم
ـ خلاص ابعد أنا
ـ وابوكى هيسبك ؟؟ نبقى بتحلمى يا نجمه ابوكى ممكن يج*تلك فيها
وفرضا ابوكى سابك انتى هتعرفى تحبى وتتجوزى غيره
هتبجى متجوزه واحده وتفكيرك فى راجل تانى ... هتبقى مبسوطه كده
ـ طيب أعمل ايه
ـ اصبرى اصبرى يا نجمه محدش يعرف بكره فيه ايه
ـ حاضر انا مقداميش غير الصبر
صعدت نجمه غرفتها وقررت أن تصبر إلى أن يشاء الله
فى اليوم التالى أتى اهل فضه واستقبلتهم جليله وكانت نجمه تتعامل معهم بشكل طبيعى
مر اسبوعين ما بين شد وجذب بين نجمه وقاسم وكانت فضه لا تشعر بشئ وتزور اهلها من وقت لآخر
كانت انيسه تأتى كل فتره لتعرف الأخبار ولم تجد اخبار جديده
بعد مرور ثلاث اسابيع بدأت فضه تشعر بتعب دائم فى معدتها ولاحظت جليله اعراض التعب على فضه
فى الصباح كانت تجلس فضه معهم ولكن لم تكن على عادتها كانت صامته تنظر للطعام بضيق
تحدثت جليله
ـ مالك يا فضه
اجاب عنها قاسم
ـ بقالها يومين بتشتكى من بطنها قولتلها اوديكى للحكيمه رفضت
ـ ماتجلجلش انت هبعت الغفير يجيب الحكيمه ويجيى اطلعى يا فضه فى اوضتك وريحى ولما الحكيمه تيجى هطلعلك انا وهى
ولو احتاجتى حاجه قولى لحد من البنات وهما هيعملوهالك على طول ها
ـ حاضر يا حاجه جليله
كانت تنظر لها نجمه والشك ذاد بداخلها فتلك اعراض حمل وذلك الحمل سيربط قاسم بفضه للابد
فى تلك اللحظه تأكدت نجمه بأن لا وجود لها فى حياه قاسم
بعد ساعتين أتت الحكيمه وكشفت على فضه واكدت خبر حملها وطلبت منهم أن تذهب للمستشفى لتتابع الحمل حتى يتأكدوا من وضع الجنين
ظهرت الابتسامه على وجهه جليله ونعمه والصدمه على وجهه نجمه
استطاعت نجمه رسم ابتسامه على وجهها وباركت لها وذهبت لغرفتها
وضعت رأسها فى المخده وظلت تبكى
ياترى رد فعل قاسم ايه ؟؟
وهل نجمه هتنفصل عنده وهتكون دى النهايه ؟؟
ولا القدر قادر على قلب الأحداث ؟؟
↚
ظلت نجمه فى غرفتها تبكى واتخذت قرارها بالانفصال عن قاسم
فى غرفه فضه كانت فضه تشعر كأنها امتلكت الحياه
اتصلت جليله بقاسم وأخبرته أن يأتى بسرعه
شعر قاسم بالقلق وذهب مسرعاً لمنزله
وصل للمنزل وصعد لغرفه والدته لم يجدها اتصل بها طلبت منه أن يذهب إلى غرفه فضه
ذهب لغرفه فضه وجدها جالسه على السرير والجميع حوالها نظر له بقلق وكانوا يحاولوا أن يداروا ابتسامتهم حتى يشعر بالمفاجاه
ـ فيه ايه يا جماعه قلقتونى
ـ ابتسمت فضه مره واحده
ـ انا حامل يا قاسم مفاجأة
نظر قاسم لكل الواقفين وجد ابتسامتهم قد اتسعت
واقتربوا منه يباركوله
ـ مبروك يا قاسم ربنا يكملها على خير ويجعله ولد صالح يارب
نعمه : ربنا يا قاسم يطرحلك فيه البركه
ـ الله يبارك فيكم
ثم اقترب من فضه وحلس بجانبها وقبلها من رأسها
ـ مبروك يا فضه ألف مبروك وبإذن الله تجومى بالسلامه
بس فى حاجة مهمه ولازم تنفذيها
مش عايز أى حد بره العيله يعرف بحملك انتى فاهمه
ـ ليه ؟؟
ـ مش لازم تسالى يا فضه فى الموضوع ده اسمعى الكلام وبعدين هبجى افهمك كل حاجه
صمتت فضه بضيق فهى ظنت انه سيطير من الفرح عندما يسمع ذلك الخبر ويقيم الولائم من أجل ذلك الطفل
خرج الجميع وتركوا فضه مع قاسم حتى يعطوا لهم بعض الخصوصيه
مسكت فضه يد قاسم وتحدثت بحزن
ـ أنت مش فرحان يا قاسم كنت عايزه من نجمه مش منى صوح
ـ حديث إيه الماسخ ده لأ طبعاً أنا بعمل كده عشان مصلحتك وبكره هتتاكدى من حديثى ده
ـ خلاص ماتتعصبش انا مصدتق انا كنت فاكره انك هتكير من الفرح وتد**بح على الاجل عجلين
ـ هعمل كل ده وزيادة كمان بس انتى اصبرى عليا
ـ حاضر أهم شيء إنك تكون فرحان انا من أول يوم جواز وانا نفسى اخلف منك ولد
ـ وبنت ماتنفعش ؟؟ قالها بضحك
ـ لأ عايزه ولد عشان يبجى سندك واعمله يبجى ضهرك ويشيلك ويسندك لما تكبر وانا ابجى أم الكبير ولد الكبير
ـ طموحك عالى جوى يا فضه
ـ انت ادتنى كل حاجه وطموحى فى أنى اسعدك كبير أوى انت خلتنى أشوف حاجات مكنتش حتى أحلم بيها
ـ إنتى مراتى يا فضه وده واجب عليه أنى مخلكيش محتاجه حاجه
ـ ربنا مايحرمنى منك أبدا
ـ بقولك ايه نامى بجى وريحى وانا هروح اخلص شويه شغل كده
ـ حاضر
خرج قاسم من غرفه فضه وظلت فضه تنظر للفراغ فى احلامها التى تتحقق دون سعى منها تزوجت من تحب وحملت منه فى طفله الكبير وفوق كل ذلك يعاملها بموده ورحمه
فى الجهه الاخرى خرج قاسم من غرفه فضه وتوجهه لغرفه نجمه وجدها جالسه تنظر للفراغ ولا يبدوا على ملامحها شئ
من داخله يعلم جيداً أنها تلك المره ستثور ولن يستطيع إيقافها مهما فعل
قرر أن يواجهها مهما كلفه الأمر
اقترب منه ووضع يده على كتفها
ازاحت نجمه يده برفق ونظرت اليه نظرات خاوية من المشاعر دخلت على قلبه ك سهم أصابه .
تجمّد قاسم في مكانه للحظة، شعر وكأن قلبه انقبض فجأة، كأن سهماً اخترقه بلا رحمة.
تزلزل داخله مزيجٌ من الخوف والغضب والخذلان؛ خوف من فقدانها، غضب من عجزه عن السيطرة على الموقف
عقله يصرخ: "لازم ألحقها قبل ما تضيع مني
لكن قلبه كان يهمس بخيانةٍ صامتة: "يمكن فعلاً خلاص فاض بيها الكيل...".
أما نجمة، فبداخلها طوفان صامت.
لم تكن تبكي، ولم تصرخ... لكنها شعرت بأن روحها تُسحب منها ببطء.
بدأت نجمه في الحديث
ـ قاسم لو سمحت ياريت ننفصل بهدوء انا معنديش قدره استحمل اكتر من كده
ـ حاضر يا نجمه هعملك اللى انتى عايزاه... اوعى تكونى فكرانى مش حاسس بيكى ولا فاهم مشاعرك اللى حولت اعمل نفسى مش فاهمها كتير لأ انا فاهم وعارف وحاسس ... بس للأسف عاجز عن أنى اديكى اللى انتى عايزاه بس لو الطلاق هيريحك فانا يهمنى راحتك يا نجمه بس فعلاً هترتاحى
صمتت نجمه لحظات قبل ان تجيبه
ـ للاسف يا قاسم مبقاش فى حل غير الطلاق
ـ حاضر يا نجمه انا عندى سفر للقاهره بعد بكره لما أرجع هكلم عمى ماتتكلميش انتى معاه عشان ما يضايقكيش سبيلى انا الموضوع ده
ـ تمام
وكاد أن يذهب ليبدل ملابسه منعته نجمه
ـ من اللحظه دى اعتبرنا منفصلين وروح لفضه
ـ طيب خلينى اقضى معاكى وقت اكتر قبل الطلاق خليه حتى للزكرى
ـ لأ يا قاسم لو سمحت اخرج انا محتاجه ابقى لواحدى
زعن قاسم لرغبتها وخرج من غرفتها وصعد لخلوته
صعد قاسم إلى خلوته والخطوات ثقيلة كأن كل واحدة منها تسحب جزءًا من روحه.
أغلق الباب خلفه وأسند ظهره إليه، يلهث وكأنه ركض آلاف الأميال.
جلس على الأرض لا على الكرسي، رأسه بين كفيه، يحاول يستوعب إن نجمة فعلاً خلاص هتسيبه
كانت زى اسمها بالنسباله نجمه وهتفضل نجمه عاليه
دار كلامها في أذنه كطَرق مطرقة: "اعتبرنا منفصلين... وروح لفضة."
شدّ على أسنانه بعنف، إحساس بالخذلان والغضب يختلط بخوف حقيقي من فقدها.:
ـ "أنا قاسم الهلالي... اللي محدش بيقول له لأ... وهي الوحيدة اللي قدرت تقولها.
يا ترى يا نجمة... فعلاً الطلاق هيريّحك؟ ولا الندم هياكلنى وياكلك ؟"
ااااااه يا جلبى على اخر الزمن هتهرب يا ابن الهلالى شغل ايه وسفر ايه ؟؟؟
مش قادر تطلجها قلب هيوجعك عليها صدق اللى حال الحب بهدله
وقف قاسم قدام الشباك، الليل ساكت والنجوم فوق دماغه بتوجعه أكتر:
ـ وأنا اللي كنت فاكر نفسي جبل، طلع قلبي أضعف من رمشة عينك."
مسح على وشه بعصبية، وهو يحاول يخنق الدمعة اللي فضحت قوته:
ـ "يا ابن الهلالي... طول عمرك واقف زي السيف، والنهارده قلبك اتلوى من كلمة ست.
رمى نفسه على الكرسي بقهر:
ـ "مش قادر تطلقها... مش بإيدك يا قاسم!
هي مش ورقة جواز... دي روحك، وهتسيبك تمشي بإيدها."
فاق من تفكيره على صوت رنين هاتفه وكان المتصل اللواء رشدى
ـ السلام عليكم ازيك يا سيادة اللواء
ـ وعليكم السلام ازيك يا قاسم
ـ بخير الحمدلله
ـ بص يا قاسم دلوقتي فى ٣ مهندسين زمانهم وصلوا عندك هيركبوا فى السرايا بتاعتك كاميرات مراقبه صوت وصوره وكمان فى اماكن تانيه محدوفه ومهجوره
ـ لا طبعاً إحنا عندنا حريم فى السرايا
ـ أنا عارف ماتقلقش هما مش هيدخلوا الفيلا بس هتبقى حوالين الفيلا عند باب الخدم من ورا وعند الغفير كل دول لازم يتحطلهم كاميرات أنت لو حد نط بيتك مش هتعرف هو مين
انا حاطت عند السور من بره
ـ مش كفايه يا قاسم لما تيجى هوريك دول لازمتهم
ـ انا هاجى بكره باذن الله
ـ تمام لما تيجى هستناك بكره
ـ قدرت توصل لحاجة
ـ يعنى قربنا باذن الله بس كل اللي متأكد منه إن الخ*طر جايه من عندك عشان كده لازم نأمن عندك الاول عشان نعرف مين اللى بيعمل كده
لانى خليت مهندس برمجه من عندى يلحق الهاكر اللى كان هيحصل على ملفات الشركه عندك مره تانيه لما كلمتنى اخر مره ووقتها مقدرناش نحدد مكانه بالظبط بس واضح أنه من عندك
عشان كده لازم تعرف مين من عندك ليه علاقه بالبرمجه والهاكر والحاجات دى
ـ ماعرفش حد عندى ليه فى كده
ـ عموما احنا قدرنا نحمى كل بيانات وملفات الشركه دلوقتي وده شئ مهم والاهم نعرف مين بيحاول يعمل كده وبإذن الله نوصله قريب
اغلق قاسم مع اللواء واستقبل المهندسين اللذين قاموا بزرع الكاميرات وتوجيهها بشكل احترافي وبعدها انصرفوا حتى لا يلاحظ احد وجودهم
فى صباح اليوم التالى بدأ قاسم فى تجهيز حاله للذهاب للقاهره ... انتظر قاسم حتى يستيقظوا وسلم عليهم وذهب دون أن يتناول فطوره معهم كالعاده
انتهت نجمه من الفطور وصعدت غرفتها وصعدت خلفها نعمه وذهبت جليله لتباشر العمال فى العمل وتعطيهم الأوامر
وظلت فضه جالسه فى بهو المنزل شارده للفراغ تفكر فى المستقبل
خارج المنزل كانت تتصل ونيسه باحدى الخدم لتقتبلها خارج السرايا
خرجت الخادمه وقابلت ونيسه
ـ خير يا ست ونيسه
ـ خير يا ورد وانا بيجى من ورايا غير الخير
ـ منا عارفه
ـ بصى خدى الدوا ده دسيه ( حطيه) لنجمه فى اى حاجة بتشربها انتى فاهمه
ـ يالهوى لا طبعاً ده قاسم بيه كان يد**بحنى
ـ لا يا ناصحه انتى تمسحى صوابعك من على الكوبايه وتديه لفضه تخليها هى اللى تديه لنجمه انتى فاهمه ... انا عايزه فضه تلبس هى الليله ونخلص منهم هما تلاتنين تبقى واحده ماتت والتانيه متهمه فى قت*لها بنيه الغيره منها او عايزه تبعدها عن طريقها ويبقى خلصنا منهم هما الاتنين
ـ انا خايفه اتعكش
ـ لأ متخافيش ويوم ما تخلصى المهمه دى راح اديكى الفديو بتاعك اللى عندى
ـ حاضر
ـ بس لسه مافيش أى اخبار ولا حاجه كده ولا كده
ـ خالص يا ست ونيسه اننى عارفه بيكونوا حرصين اوى قدامنا فى الحديث
ـ ماشى يلا روحى انتى
عادت ورده لعملها ودخلت ونيسه الفيلا وجدت فضه جالسه ويظهر الحزن على ملامحها
ـ مالك يا فضه قاعده اكده ليه
ـ ازيك يا ونيسه
ـ أنى بخير الحمدلله وانتى مالك مكشره كده نجمه مزعىةكى ولا ايه
ـ لأ أبدا
ـ آمال ايه
صمتت فضه نفكر تحكى لها أم تصمت فحستها ونيسه للكلام
ـ يا بت جولى احنا عيله واحده انتى ناسيه ولا ايه
ـ عندك حق بصى يا ستى انل هجولك وانتى اصحاك تجولى لجنس مخلوج انا حامل وهما جايلينلى ماجولش لحد وانا عايزه افرح واجول للعالم كله أنى حامل من قاسم
ابتسمت ونيسه بسعاده وفرحه
ـ بجد يا فضه حامل ؟؟ الف مليون مبروك
وقامت حضنتها وسلمت عليها
ـ انا فرحتلك جوى انتى فى الشهر الكام
ـ الاول لسه
ـ بإذن الله تجومى بالسلامه يا فضه ونفرح بيكى وماتجلجليش انا مهجولش لحد
ـ انتى طيبه جوى يا ونيسه
ـ انتى اللى تستاهلى يا فضه
ـ استاهل ايه
ـ كل خير طبعاً ... امال الباجى فين
ـ فى اوضهم
ـ طيب أنا همشى دلوقتي واجى تانى بعدين عشان محدش يجول إنك جولتى حاجه
ـ احسن برضو وانا هطلع انام عشان كابس عليا النوم
صعدت بالفعل فضه لتنام وخرجت ونيسه من السرايا مسرعه واتصلت بورد
ـ الو بت يا ورد وقفتى كل حاجه اوعى تحطي لنجمه الس*م ده
ـ الحمد لله طيب خلاص هتدينى الفديو
ـ لأ فى حاجة تانيه هقولك عليها تخلصيها الاول واديهولك
ـ ايه هى
ـ هجولك عليها بعدين سلام دلوجت
بجى كده يا قاسم والله لخلى كسرتك بدل المره تلاته بس اصبر عليه
ـ ياترى ونيسه نيتها ايه ؟؟
وهل فعلا قاسم هيطلق نجمه ؟؟
↚
ذهبت ونيسه منزلها وهى سعيده وجدت وصفى جالس ينظر لسعادتها باستغرب
ـ خير يا ونيسه لحجتى تنفذى
ـ لأ اجلتها
ـ ايه يا حزينه
ـ دا انا جيبالك خبر إنما ايه
ـ خير قاسم ما*ت
ـ لأ فضه حامل
ـ وايه اللى يفرح فى كده
ـ اللى يفرح أنى لما انفذ خطتى وقتها مش هكسر قاسم بس لا هكسر الكل معاه كمان
ـ ناويه على ايه
ـ لا مش بالجواله بالعمايل بس وعد منى لهتشوف كسره عيله قاسم الهلالى كلها مش هيبجى فيها حد
*******
مرت الايام سريعا ومازال قاسم لم يعود يباشر أعماله في القاهره يخشى العوده ووقتها سيضطر لتنفيذ طلب نجمه
أصبح يشعر بملل كبير يشتاق اليها يريد حبها يريد ضمها إليه نظراتها وحديثها الاخير لم يخرج من باله
فى الجهه الاخرى داخل السرايا
حاولت فضه أن تعتاد غياب قاسم عليها كانت تجلس في غرفتها تشاهد التلفاز دخلت اليها نجمه وهى تحمل صندوق هدايا
ـ ازيك يا فضه
ـ الحمد لله انتى عامله ايه يا نجمه
ـ أنا كويسه الحمد لله.. اتفضلى خدى
ـ إيه ده
ـ دى هديه ليكى
تبدلت ملامح فضه من الاستغراب للسعاده .
ـ بجد والنبى هديه ليه أنا
ـ أه والله يارب تعجبك
ـ وانتى خرجتى امته تجيبيها
ـ لا انا جبتها اونلاين
ـ يعنى ايه
ـ من على النت بشوف اللى بيعجبنى واطلبه وبيوصل لحد البيت
ـ هو فى كده
ـ أه
ـ طيب ينفع تعلمينى انا كمان اعمل كده
ـ حاضر
ـ والاسعار بتاعتهم عامله ايه
ـ نفس اسعار بره طيب شوفى الهديه الأول يمكن ماتعجبكيش
فتحت فضه الهديه وجدت فستان بجميع مستلزماته من حجاب الى حذاء لحقيبه ومعه طقم اطفال نفس لون الفستان وكانت بدله الاطفال لونها حيادى تناسب الجنسين
ـ الله دى حلوه جزى كل ده ليه أنا
ـ اه عجبوكى
ـ جوى جوى تسلم مجايبك .. اجعدى اجعدى وجوليلى بجى جبتيهم ازاى
فتحت نجمه هاتفها وفضه ايضا واصبحت نجمه تعلم فضه كيفيه التسوق والاماكن
ـ تصدجى يا نجمه انا كنت حاسه بملل كبير أوى وانتى قاعدتك حلوه وعلمتينى حاجات كتير فى التليفون ده
ـ أى خدمه لو فى حاجة عايزه تعرفيها تعاليلى أى وقت
ـ لا كده خلاص انا عرفت كل حاجه وهبدا بجى اشترى حاجه النونو من عليه الحاجة اللى مش هتتباع هنا هجبها منه
ـ ربنا يقومك بالسلامه
ـ عقبالك يارب إلا صحيح يا نجمه انتى عندك كام سنه
ـ ٢٢ سنه وانتى
ـ ١٨ سنه
ـ إنتى صغيره أوى يا فضه على الحمل والخلفه والمسؤليه
ـ لا منا اللى مربيه اخويا الصغير مع أمى ماتجلجيش
ـ ربنا يقومك بالسلامه هقوم انا اروح اوضتى وانتى خليكى على راحتك
خرجت نجمه من غرفه فضه ووجدت امامها جليله
حاولت نجمه أن تتخطاها لكنها لم تستطع
ـ ب بجى انتى عايزه تطلجى من ابنى بعد شهر جواز يا نجمه ايه مش مالى عينك ولا مش حاكمك كويس
ـ دى حاجة بينى وبينه
ـ بكيفك يا نجمه لتكونى فاكره أنى جايه اجنعك تبجى معاه تبجى غلطانه بس ماتخليش كلام الناس يبجى يضايجك لما يجولوا اتطلجت بعد شهر من جوازها وجوزها ملمسهاش وضرتها حملت
ـ انتى عايزه ايه
ـ ولا حاجه كنت فكراكى كبيره وعجله طلعتى هبله وعيله صغيره ضحكت عليكى وعملت نفسها الكبيره
... ماتجلجيش يا نجمه انا مش همنع طلاقك من قاسم كده كده العيل اللى عايزاه ونفسى فيه خلاص فضه هتخلفه واللى تخلف واحد تخلف ١٠
إنما اننى ياعينى خسرتى كل حاجه بسبب نشفان دماغك وغبائك وكفاية عليكى اللى ابوكى هيعمله لما يعرف
قالت جليله حديثها وذهبت دخلت نجمه غرفتها تفكر فى حديث جليله وقامت بالاتصال على قاسم وجتب عليها قاسم مباشره بعد أول رنه
ـ انا بحلم ولا اننى فعلاً اللى بتتصلى
ـ أنا ازيك يا قاسم عامل ايه
ـ بخير وانتى وحشانى جوى جوى
صمتت نجمه فهو فهم اتصالها به خطأ
ـ قاسم لو سمحت انا بكلمك عشان حاجه تانيه
ـ معاكى محتاجه حاجه ؟؟ فى حاجة حصلت وحد ضايقك
ـ مامتك كلمتنى وقصت له ما قالته لها والدته
صمت قاسم
ـ حجك عليه يا نجمه انا هاجى اجرب فى وقت وهعملك اللى يريحك حتى لو فى وجعى انا ومتخافيش ابوكى مش هيجدر يعملك حاجه طول مانا موجود وانا هكلم جليله مالهاش دعوه بيكى تانى
ـ لأ ماتمكلمهاش انا بكلمك عشان انا عارفه إنك الوحيد اللى هتقدر على بابا
ـ حاضر يا نجمه ماتجلجيش انا هجفل عشان عندى شغل
مر اسبوع وعاد قاسم من السفر وعندما عاد حضرت نجمه اغراضها استعدادا للذهاب
فى اليوم التالى تفاجئ الجميع بشنطه نجمه وقراراها
وقف قاسم من مجلسه وذهب إليها وحمل عنها الشنطه
ـ اخر قرار يا نجمه
ـ أه
خرج قاسم وخلفه نجمه ووصلوا لمنزل عفيفى الذى استقبلهم فى البداية بترحاب ظنا منه أنهم أتوا لزيارته
جلسوا جميعاً فى غرفه الضيوف وبدأت نجمه فى الحديث وهى تحاول أن تخفى خوفها وتوترها
ـ بابا أنا وقاسم هنطلق
صمت طويل ساد فى المكان يحاول فيه عفيفى أن يستوعب حديث
ـ انتى اكيد اتجنيتى
ـ لأ انا وقاسم متفجين على كل حاجه
نظر عفيفى لقاسم
ـ إيه يا قاسم خدت غرضك من بنتى وجى ترميهالى بشنطه هدومها
تحدثت نجمه مسرعه
ـ أنا اللى مش عايزاه وانا اللى طلبت الطلاق
ـ وهو ماشى ورا كلامك من ميته بنمشى ورا حديث الحريم غير لو الكلام على هواك يا قاسم بجى دى تبقى اخرتها
ـ بص يا عمى أنا لآخر لحظه شارى بنتك بس طالما ده قرارها ورغبتها يبجى خلاص
صرخ عفيفي ووقف فجأة:
ـ "رغبتها؟ رغبتها إيه يا ولد الهلالي؟ الناس هتاكل وشّي قبل ما تاكل وشّها! بنتي تتطلق بعد شهر جواز؟!"
حاولت نجمة تقوم تتكلم لكن عفيفي مدّ إيده بعصبية كأنه هيضربها:
ـ "انتي عايزه تفضحينى يا بنت ال ***** !"
في لحظة، قام قاسم واقف بسرعة ومسك ذراع عفيفي قبل ما توصل الضربة:
ـ "إيدك دي لو لمستها… هتلاقي قاسم الهلالي واقف قصادك يا عمّي!"
عفيفي حاول يفلت إيده:
ـ "انت بتهددني في بيتي يا قاسم؟"
اتكلم قاسم بغيظ من طريقة عفيفى معاها ومثبت عينه فيه:
ـ "لا يا عمّي… أنا بحمي مراتي. الطلاق لو هيحصل، هيحصل باحترام… من غير إهانة ولا ضرب!"
رجع عفيفي خطوة للخلف وهو بيغلي من الغضب، ونجمة واقفة مرعوبة الدموع بتنزل من عينيها.
أفلت قاسم ذراع عفيفي لكن فضل واقف بينه وبين نجمة:
ـ "أنا جيت البيت برجلي عشان أحافظ على الودّ… لكن لو حد فكر يمد إيده عليها حتى لو كان أبوها، هبقى خصمه."
جلس قاسم تاني مكانه بثبات وقال بهدوء:
ـ "القرار في إيد نجمة… وإحنا جايين نخلص الموضوع بالحسنى."
ـ وانت ترضاها تطلق بعد شهر جواز انت عايز الناس تاكل وشى
ـ احنا مالنا بكلام الناس يا بابا
استغل قاسم كلام عفيفى لصالحه حتى يؤخر طلاقه من نجمه
ـ انت عندك حق يا عم نستنى كم شهر ونتطلق
ثم نظر لنجمه ... معلش يا نجمه عشان مصلحتك
ـ خلاص هفضل هنا الكام شهر دول
ـ يبجى لازمتها ايه تاجلوا الطلاق ماهى الناس هتاكل وشى
ـ اسمعى الكلام يا نجمه وانا مش هضايقك
وافقا نجمه بقله حيله وقررت الانتظار وبعدها ستصبح حره
خرجت نجمه وخلفها قاسم واشار له عفيفى أن يتواصل معه فأماء له برأسه بنعم
عادوا جميعاً مره أخرى للسرايا وصعدت نجمه غرفتها بضيق تحت نظرات جليله الشامته بها
مرت الايام وكانت علاقة فضه بنجمه مليئه بلود وكانت ونيسه تكرر زيارتها بفترات متباعده لتثبت حسن نيتها لفضه واستطاعت أن تكسب صداقه فضه
مرت على تلك الأحداث اربعه اشهر
اصبحت فضه حامل في شهرها الخامس وذهبت جليله وقاسم معها للحكيمه لمعرفه نوع الجنين
وتم معرفه نوع الجنين وكان ذكر
كانت الفرحه لا تساع قلب جليله وخلعت كردان كانت ترتديه واعطته لفضه
وكان قاسم يشعر بسعاده من داخله خاصه عندما رأى ابنه داخل السونار وهو يتحرك
عادوا للمنزل وصعدت فضه لتبدل ملابسها وقررت ان تخبر ونيسه فهى تعتبرها صديقه لهت
أتصلت فضه على ونيسه لتخبرها بنوع الجنين
ـ الو ازيك يا ونيسه
ـ الحمد لله انتى عامله ايه طمنينى انا على اعصابي من امبارح
ـ ولد يت ونيسه انا مبسوطه أوى والفرحه مش سيعانى والحاجة جليله ادتنى الكردان بتاعها هديه انا مش مصدقه
ـ ألف ألف مبروك يا فضه وانا هجبلك هديه عمرك ما كنتى تحلمى بيها
اغلقت ونيسه مع فضه واتصلت بوعد
ـ ورد بكره تنفذى اللى اتفجنا عليه وتخلى نجمه اللى تدى لفضه العصير
جلست ونيسه تشعر بنشوه الانتصار فغدا اسعد ايام جليله وقاسم سيصبح اتعس ايامهم ونجمه لم تصبح نجمه
فى اليوم التالى خرجت ورد وهى ترتدى جوانتى واخرجت زجاجه السم من قصريه الزرع بجانب باب الخدم
وعادت للداخل مره اخرى وهى تتلفت حولها وتنظر للزجاجه بخوف ووضعت السم فى عصير فضه ووضعته فى صنيه طعام فضه وارسلته لغرفتها
شربت فضه العصير وبعد فتره ظلت تصرخ من معدتها اتصلت نجمه على قاسم الذى خرج مسرعاً وهو يحمل فضه وذهب الى المستشفى
دخلت فضه العمليات وظل قاسم جالس فى الخارج منتظر أن يطمئنه احد
لم يتاخر الطبيب فى الداخل وخرج وعلى علامات وجهه الحزن
ياترى حصل ايه ؟؟؟
↚
خرج الطبيب ونظرات الحزن واضحة على ملامحه اقترب منه قاسم وجليله ونجمه ليطمأنوا على فضه
ـ خير يا دكتور طمني عليها
ـ انا اسف بس هي لما جت كانت متوفيه وانا مضطر ابلغ البوليس لانها مسمومه ودي جريمه قتل
نظروا الثلاثة لبعضهم بدهشة
ـ أنت متاكد يا دكتور مين اللي بتقوله ده
ـ أه طبعاً واتفضل ده التقرير
وقعت جليله على كرسي خلفها
ـ يعنى ايه يعنى ايه الكلام ده حفيدى مات في بطنها انت كداب انت دكتور كداب انت اللى خلصت عليها
ظلت جليله تنفعل وحاولوا السيطرة عليها لم يستطيعوا فسقطت مغشى عليها وحاول الأطباء والممرضين اسعافها وكانت نجمه منهاره من البكاء
وقف قاسم يحاول استيعاب ما يحدث زوجته وابنه ماتوا وامه الاطباء يحاولون اسعافها
كانت نجمه تقف بجاوره تحاول أن تركز وتهدء نفسها
لكنها لم تستطع
حاول قاسم التماسك لا يعلم يبدأ من أين يظل مع أمه أم يذهب لدف*ن زوجته وابنه
نظر قاسم لنجمه المنهاره واقترب منها ببطء لا يعلم ماذا يفعل لو ضمها الان سينهار بالبكاء وسيضعف وهو الآن فى أمس الحاجة ليبقى بيهيبته
ـ نجمه انا هروح اجهز دفن فضه وأبلغ اهلها وانتى خليكى هنا مع ماما ولو فى جديد ابعتيلى
ذهب قاسم ليحضر تصريحات الدفن وذهب لابلاغ والده فضه التى تقبلت الامر بهدوء وذهبت معهم لغسلها
اتصل قاسم باللواء رشدى وطلب منه التحقيق وقرر اللواء أن يذهب له ليقدم واجب العذاء من جهه ومن الجهة الأخرى يتحرى عن قرب
وبالفعل وصل رشدى لسرايا قاسم واستقبله قاسم ووقف واخذ معه العذاء
كانت نجمه تجلس برفقه الحريم تستقبل العذاء وأثناء جلوسها واستماعها للقران دخلت ونيسه وهى تبكى بصوت عالى وتتمتم بكلام غير مفهوم
ـ عينى عليكى يا فضه مو**تى صغيره ليه كده ليه كده يا نجمه عشان ايه تقت**ليها الغيره عمتك خلاص خليتك تق*تلى عيله صغيره منك لله منك لله ذنبها ايه حرام عليكى
كان الجميع ينظر لونيسه وبدأت الهمهمات تملئ المكان
ـ انتى اتجننتى ااق*تل مين يا متخلفه انتى
ـ قت*لتيها عشان كنتى غيرانه منها اكمنها بقت حامل وانتى لسه أرض بور
ـ ايش عرفك انتى بحملها وجبتى منين انى أنا اللى عملت كده
ـ هى كانت صحبتى وبتحكيلى كل حاجه
بدأت مشاجره بين نجمه وونيسه وأتى البوليس وقبض علي نجمه تحت اعتراض قاسم
ذهبت نجمه لقسم الشرطه ومعها قاسم وقررت الشرطه احالتها على النيابه وصل عفيفى ايضا وامها وتركوا نعمه برفقه مطيعه و ونيسه يستكملوا عذاء السيدات ووقف اللواء رشدى وامين صديق قاسم وعمه وصفى وابنه لياخذوا العذاء
بعد فتره ذهب الجميع لمنازله
فى النيابه كانت نجمه تبكى بانيهار وقاسم بجانبها
ـ يا قاسم انا معملش كده والله معملت حاجه
ـ أنا عارف يا نجمه متقلقيش مش هسيبك لواحدك ومش هتباتى هنا صدقينى
ـ أنا خايفه أوى والله معملت حاجه
ـ أهدى طيب أهدى أنا مصدق يا نجمه انك معملتيش حاجه وهخرجك منها ماتقلقيش
ـ زمان أهل البلد كلهم جايبين فى سيرتى دلوقتي
ـ مايهمكيش كلام الناس سيبك منهم لما هيعرفوا الحقيقة هيسكتوا
ـ وهيعرفوها إزاى
ـ ثقى فيا يا نجمه
بعد فتره
دخلت نجمة إلى غرفة التحقيق، عيونها محمرة من البكاء، وإيدها بتترعش وهي ماسكة طرف شالها. وكيل النيابة كان جالس وملامحه جامدة، وأمامه ملف فيه تقرير الوفاة وصور مسرح الجريمة.
جلس قاسم في الخارج، متوتر لكنه بيحاول يظهر ثبات قدام العساكر والموظفين.
ـ إهدي يا نجمة… إحنا عايزين نفهم بس. إنتِ آخر واحدة شوفتِ فضة قبل ما تموت؟
ـ آه… بس مش أنا اللي قتلتها، أنا روحتلها بس اديها عصير عشان كانت تعبانة شوية!
ـ التقرير بيقول إنها مسمومة… والكوبايه عليها بصماتك اللى اخدناها منك
ـ انا بس مسكت الكوبايه اللي كان فيها عصير وادتهالها عشان تشرب انما مش انا اللي بعمل العصير
ـ طيب تفسري بايه عدم وجود بصمات تانيه غير البصمات بتاعتك على الكوبايه
ـ ما اعرفش والله العظيم ما اعرفش
ـ مش يمكن قتلتيها بدافع الغيره
ـ لأ انا كده كده كنت هطلق من قاسم
ظلت التحقيقات مع نجمه داخل الغرفه وخارج الغرفه
اتصل قاسم على رشدى الذي كان يعمل على قدم وساق وأثناء تفريغ الكاميرات وجدوا فديو لورد وهى تحمل زجاجة الس*م
فى النيابه اعطي وكيل النيابة لنجمه حجز لمده ٣ايام تحت التحقيقات
خرجت نجمه وهى تبكى من غرفه وكيل النيابه
ـ حصل ايه يا نجمه بتعيطى ليه
ـ هتسجن يا قاسم هتسجن
ـ مش هيحصل فاهمه ، مش هيحصل ماتقلقيش مش هخليكى تباتى هنا ثقى فيه
ـ إزاى مافيش أى أمل
ـ تصبرى وهتشوفى
وصل رشدى ومعه الفلاشه ودخل غرفه وكيل النيابه ولكن ذلك الفديو لم يكن دليل قاطع على ورده ولكن مع ضغط اللواء والمحامين على وكيل النيابه أمر بالإفراج عن نجمه بضمان محل إقامتها
مرت ايام العذاء وكان الحزن فيها مخيم على السرايا وكان يصر فيها على جلوس مطيعه معهم فهو يود أن يتحدث معها
ثالث يوم العذاء دخل قاسم غرفه مطيعه وجدها جالسه تقرأ في المصحف
ـ ازيك يا حاجه مطيعه عامله ايه دلوقت
ـ الحمد لله يا بنى انا بخير كل اللى يجيبه ربنا نعمه
ـ أنا مش هسيب حق فضه ومهما كان مين اللى عمل كده هيتحاسب
ـ أنا مش قلقانه يا قاسم ده قدرها يا بنى أنا مؤمنه طول عمرى بقضاء ربنا
ربنا اخد منى جوزى ودلوقتى بنتى الحمد لله انا راضيه وبإذن الله ربنا يعوضنى خير فى ابنى ويفرحنى بيه
ـ بإذن الله يا حاجه واعتبرينى انا كمان إبنك ومش هسيبك واخو فضه يبجى اخويا
ـ ربنا يكرمك يا قاسم زى ما كنت بتكرمنا طول عمرك كفايه إن بنتى لما ما*تت كانت سعيده فى حياتها
بس اسمحلى انا عايزه اروح بيتى ارتاح فيه انت هنا شايلنى على كفوف الراحة بس انا مش هرتاح غير فى بيتى
ـ حاضر هتمشى يا حاجه مطيعه وانا بنفسى هجيلك واسأل عليكى
فى النيابه تم اخذ اقوال ورده والتحقيق معها واخذوا هاتفها ووجدوا رقم ونيسه التى تم استدعائها والتحقيق معها
تحت ضغط التحقيقات اعترفت ورده بما فعلته فهى كانت تخشى فديو كانت ونيسه تمسكه عليها تغط عليها من خلاله على ورده لتنفذ طلباتها وكان الفديو عباره عن وضع مخل مع اخو ونيسه وكانت ونيسه متفقه مع اخيها على تصويره حتى تكون ورده عين لقاسم فى المنزل
مرت الأيام وثبتت التهمه عليهم وكان جاسر اخو ونيسه من كان يتحرك خلف الستار فهو كان يريد أن ياخذ العموديه من قاسم ولا يريدوا لقاسم أن ينجب حتى يستطيعوا ورثه
ذهب قاسم للقسم حتى يقابل جاسر و يواجهه جلس قاسم فى المكتب منتظر دخول جاسر محاولا أن يهدئ من نفسه
دخل جاسر مكبل بالكلابشات، هدومه مبهدلة وعينه بتحاول تتماسك. قاسم واقف قدامه، ماسك نفسه بالعافية لكن الغضب بيغلي في صوته.
ـ ليه يا جاسر؟ ليه قتل*ت فضة وهى حامل ومالهاش ذنب
بنت غلبانه لا خول لها ولا قوه ليه
ـ فضة ولا غيرها… أنا باخد حقي! إنت واخد كل حاجة وعايزني أسقفلك؟!
ـ حقك؟ الرجالة بتاخد حقها بوشها… مش بالسم زي الحريم الرخيصة .... الراجل بياخد حقه من راجل زيه
ـ
ـ فضة ماتت وهي حامل… قتلتها وقتلت ابني جواها. إيه قلبك ده يا جاسر؟!
ـ منا جربت اقتلك قبل كده وانت مش بتموت يا اخى قولت اقهرك
ـ الكرسي للرجالة مش للعيال للجبانة اللى زيك اللى بتمشى ورا حريم وبتستغلهم
أنا لو عايز حاجة باخدها بشرف… إنت بتاخدها بخسة زي الدود اللي بيستخبى تحت الأرض.
قرب منه جدًا وخلاه يحس إنه ولا حاجة قدامه:
ـ انت هتتعدم يا جاسر… وهتتعلق زي الكلاب قدام البلد كلها.
وصدقني… حتى لو المحكمة رحمتك، أنا مش هرحمك. هدفنك بإيدي حى .
لف ظهره وهو بيرمي آخر كلمة باحتقار
قاسم (بصوت ثابت لكن مليان نار):
ـ عارف يا جاسر… اللي زيك مش خصم، ده عار.
ـ راجل إيده مرتعشة، معرفش يواجهني برجالة ولا بكلمة شرف… راح حاطط السم في كوباية ست بريئة!
جاسر
ـ انت فاكر نفسك ملاك؟! الدنيا دي للّي ياخد مش للي يستاهل.
ـ الدنيا للرجالة يا جاسر، مش للجبناء.
ـ أنا عمري ما كنت محتاج أسمّم حد عشان أخد اللي عايزه.
ـ انت فاكر إنك وجعتني لما قتلت فضة؟ لأ… انت بس وريّتني حجمك الحقيقي.
ـ وأنا أوعدك… دمها مش هيبرد غير لما أشوفك بتتسحب على حبل المشنقة زي الكلب.
جاسر باستهزاء
ـ حتى لو هتعدم بس هكون وجعتك وكسرتك
ـ انا لو هقف ارد هليك يبجى عملتلك قيمه وانت ملكش قيمه انت اللى زيك يتداس
خرج قاسم من القسم محاولا تمالك نفسه
ذهب قاسم بعد ذلك للمأذون وقام بطلاق نجمه ثم اخذ الورقه زذهب بها لنجمه واعطاها اياها وذهب بعد ذلك للمستشفى ليطمأن على امه الى دخلن فى غيبوبه بعد أن حاولوا يسعفوها من الجلطه
انتهى من زيارتها وصعد لخلوته واغلق على نفسه جيدا فهو يريد تلك اللحظه ولكن لم يستطع أن يحصل عليها
ياترى ليه قاسم طلق نجمه ؟؟
وهل كده خلاص حكايتهم خلصت
↚
قاسم جلس على الأرض، كأنه فقد قدرته على الوقوف، كتفه سقطا بثقل السنين، وصدره يعلو ويهبط بأنفاس متقطعة.
تدفقت الذكريات عليه كالسيل الجارف… وجه زوجته وهي تضحك له بعفوية، صوتها وهي تناديه "يا قاسم"، دفء يديها وهي تمسح عنه تعب النهار. تلك الطفلة التي كانت تفرح بأبسط الأشياء، والتي أحبته بلا قيد ولا شرط… رحلت وتركت فراغًا لا يملؤه شيء.
شعر بطعنة في قلبه وهو يتذكر آخر نظرة لها قبل الموت، تلك النظرة التي حملت خوفها عليه أكثر من خوفها على نفسها.
ثم تذكّر كيف قاوم الحزن يومها حتى لا ينهار أمام الناس، كيف أقسم أنه سيجلب لها حقها
تذكر ابنه الذى رآه من خلال السونار لكن حرك داخله شعور جديد شعور الابوه
ظل يومها طوال الليل يتخيل ابنه وهو يكبر أمامه ويعلمه ركوب الخيل ظل يتخيل شكله
هل سيحمل ملامحه ام املامح أمه
دموعه نزلت لأول مرة من سنين بدون استئذان.
يده ضربت الأرض بقهر، وصوت خافت خرج من صدره، أقرب للأنين من الكلام.
كأن روحه نفسها بتتفتّت…
كأن الدنيا كلها اتفقّت عليه، وبدأ يسأل نفسه:
هل أنا السبب؟
هل قصّرت معاها؟
شعر لأول مرة بضعفه وعدم قدرته على الخفاظ على أهل بيته قاسم الذى يلجأ إليه كل ضعيف ليحميه فشل فى حمايه بيته هو لا يستحق ذلك للمنصب ولا تلك المكانه
تذكر أمه التى وقعت حزنا على فراق أبنها وهى الآن بين الحياه والمو*ت وإذا خرجت من المستشفى لم تصبح كالماضى
كأن قلبه بينسحق تحت حجر ضخم.
مسح بيده على وجهه كأنه يحاول يطرد الكوابيس، لكن الصور ملتصقة بجفونه: وجهها البريء وهي نايمة جنبه، وصوت نفسها الأخير اللي ما سمعهوش.
بدأ يضرب الأرض بكفه كأنه يعاقب نفسه:
ـ "أنا السبب… أنا السبب!"
الإحساس بالعجز خنقه، وهو اللي طول عمره بيوقف زي الجبل. لأول مرة شاف نفسه صغير… صغير قوي، ومحدش شايله.
إزاي هيقف قدام الناس وهو فشل في حماية أقرب حد ليه؟
إزاي يطالبهم بالأمان وهو بيته نفسه اتخترق؟
إزاي يبقى عمده وهو مش قادر يكون زوج؟
دموعه نزلت رغم عناده، كان بيكتمها بصوت أنفاس متقطعة.
وتذكر أمه… شافها وهي بتقع قدامه ودلوقتي ممدودة على السرير الأبيض، عيونها مطفية من الحزن قبل المرض.والدكاتره قالوا حتى لو قامت عمرها ما هتكون زى الاول
ـ "يا رب… مش قادر أشيلهم كلهم لوحدي… مش قادر."
اتدخلت فى ارادتك وقولت اأمن نفسى نسيت إنك انت الحامى واللى بإيده كل شئ لو قالولى هناخد كل دم**ك وهما يعيشوا انا كنت هوافق لكن سبحان الله أرادت الله فوق كل شئ
تزكر نجمه وحبه لها وكيف اذاها كيف سيأمن لها أن تعيش معه وهو غير قادر على حمايتها ماذا لو اذوه بها كما فعلوا مع فضه
ظلت يبكى بقهر
كانت نعمه تقف بالخارج وتسمع بكائه حاولت الدخول له لكنها لك تستطع
عادت لغرفتها واتصلت هلى نجمه وجدت هاتفها مغلق
مر يومين وكان قاسم معتكف داخل خلوته لم يأكل او يشرب شيئا حاولت نعمه بكل الطرق أن تتحدث معه وتخرجه من حالته لكنها لم تستطع
اتصلت نعمه هلى مطيعه واخبرتها بوضع فاسم وقررت مطيعه أن تذهب له فيجب عليها أن تخبره بحقيقه فضه ولما هى من الاساس وافقت على زواجها منه بتلك الطريقة ولم تمنعها
اتت مطيعه وظلت تطرق على الباب وبعد فتره خرج لها قاسم بتلك الهيئه التى صدمت عندما رأته بها شعره مشعث وجلبابه متسخ ومن الواضح إنه خسر الكثير من وزنه
ـ ازيك يا قاسم عامل ايه
ـ الحمد لله اننى عامله ايه
ـ أنا مش بخير بعد ما شوفتك بالمنظر ده فين قاسم اللى البلد كلها بتختف منه وتعمله حساب
ـ خلاص مش هيبجى فيه قاسم تانى انا ناوى أتنازل عن العموديه وعن كل حاجه
ـ ليه كده يا قاسم انت لسه عايز تدخل فى أراده ربنا سبحانه وتعالى
يابنى فضه بنتى من يومها بنت مو**ت وانا كنت بسيبها ومش بضغط عليها فى حاجة عشان عارفه اللى فيها
انت عارف عمك منصور ما*ت ازاى
عنده مرض وراثي فى القلب وفضه اخدته منه وللأسف مالوش علاج إلى وقتنا هذا ويادوب لو فى ادويه بتتاخد عشان خاطر الاعراض بتاعته
فضه انا كان اقصى طموحى انها توصل للعشىرينات بس لما صممت تتجوزك وتحمل منك سبتها قولت خليها تعيش الحياه على كيفها يمكن لما تعيش مبسوطه عمرها يطول وهى كانت عارفه مرضها عشان كده مكنش فارق معاها نجمه تتجاوزها او لأ لانها حاسه إن حياتها قصيره يمكن لو القا*تل كان صبر على المق**تول كان مات لواحده
لو فضه بنتى سليمه وطبيعيه عمرى ماكنت هقبل اجوزها على ضره أبدا لكن أنا سبتها تفرح اخر أيامها وانت ماقصرتش معاها يمكن ربنا عمل كده وخلاك تنصاب وتديك هى دم*ها عشان تفرح قبل ماربنا ياخد امانته
وهى كانت فرحانه وانا كنت بدعيلك انا كفاية عليه اوى انها لما ما*تت كانت شبعانه ومبسوطه
ـ ده مايمنعش انى مقدرتش احميها
ـ ده عمرها يا قاسم ربنا اختارها عنده لو ليها عمر كان زمان الدكاترة قدروا ينقذوها زى ما عملوا معاك
يابنى ده قدرها ولازم تؤمن بيه زى ما انا مامؤمنه
ابوك زمان الله يرحمه حاول ياما يعالج منصور لكن مجدرش وخلاه يسيب الغفر والارض ويقعد فى مكتب عشان كان عارف صحته ايه
قوم يا قاسم أملى مكانك وأرجع كبير البلد تانى وأرضى بقضاء ربنا
دخلت نعمه وبيدها صنيه الطعام وجلست بجانب مطيعه وقاسم
قله الاكل مش هتفيد بحاجة يا قاسم يلا ناكل مع بعض
ـ نعمه عندها حق انا كمان مكلتش ومش هاكل غير لو كلت معايا
جلسوا جميعاً يتناولون العشاء وأخيراً خرج قاسم من خلوته وبدأ يباشر التحقيقات مره اخرى
فى منزل نجمه كانت تشعر بحزن على فضه لا تنكر انها كانت تتمنى أن تصبح هى زوجته الاولى والأخيرة لكن لم تتمنى يوما الم*وت لفضه
دخل اليها عفيفى وجلس أمامها
ـ عجبك وضعك دلوقتي عملتى اللى فى دماغك
ـ انا معملتش حاجه هو اللى جه رمالى ورقتى وسابنى ومشى من غير حتى مايقولى السبب
ـ حاولت اكلمه لكن بقالى تلات تيام مش عارف اوصله خالص
ـ كلمه عمتو نعمه
ـ بتجولى جافل على نفسه ومش بيكلم حد .... طيب ماتروحى تطمنى عليه
ـ بابا لو سمحت انا مش هقلل من نفسى تانى وكفايه اللى حصلى حرام عليك بقى سبنى ارتاح هو تلاقيه حزين على فضه وابنه حتى مهانش عليه يخلينى اشاركه حزنه طلقنى من غير مايقول حاجه وعلى فكره انا مش رجعاله تانى لو عمل إيه
ـ كتك نيله فقريه زيه عمتك
تركها عفيفى وذهب لسرايا قاسم وحاول أن يقابله ولكنه لم يستطع
مر اسبوع على جميع الأحداث
استطاع قاسم أن يعود مره أخرى ويأخذ حق فضه بيده من عمه وجاسر ويترك ونيسه وورد للقانون
ذهب للمستشفى وقابل الطبيب وأبلغه أن والدته فاقت ولكن الجلطه اثرت عليها واصيبت بشلل نصفى ولم تستطع الحديث مره أخرى
استملها قاسم وجلب لها ممرضه لترافقها وتعتنى بها وتنفذ طلباتها وتطعمها
قام بعد ذلك بتأجير شخص ليساعد جاسر ووصفى من الهروب من السجن يدعى حسانين
ذهب حسانين للحجز وقابل جاسر ووصفى وعرض عليه أن يساعدهم فى الهرب مقابل ١٠٠.٠٠٠ ج زوافق جاسر ووصفى أن يدفعوا مقابل النجاه بحياتهم
وبالفعل استطاع حسانين أن يساعدهم في الهروب
خرج جاسر ووصفى وركبوا السياره مع حسانين وذهب بهم لمخزن كبير في اخر البلد دخل جاسر ووصفى المخزن وتفاجئوا بقاسم امامهم وتم محاوتطهم من رجال قاسم
ظهرت على ملامح قاسم ابتسامه غريبه لاول مره يروها ابتسامه ممزوجه بضحكه شر
ـ كنت فاكر أنى هسيبك للمو*ت يا جاسر من غير ما اصفى حسابى معاكم
ـ هتج*تل عمك
ـ ماسبق وحاولت جا*تلى يا عمى مهى ورد اعترفت بكل حاجه بس ماتجلجش مش هجت*لك انت بالذات انا هاخد حقى منك وهخليك تتمنى الم**وت متلاجيهوش إنما انت يا صغنن أنا هع*ذبك الاول واخد حق اللى اذتهم وبعدها هاخد روح*ك بيدى
فى الجهه الاخر فى القسم عندما علم مأمور القسم بهروب وصفى وجاسر ذهب لسرايا وصفى وقابلتهم نعمه وتحدثت مع المامور
ـ خير فى حاجة
نظر لها المأمور بإبتسامه
ـ لأ خير إن شاء الله بس جاسر ووصفى هربوا واحنا خايفين على قاسم ماتعرفيش مكانه
ـ لأ معرفش استنى اتصل بيه
اتصلت نعمه على قاسم مرارا وتكرارا لكنه لم يجيب عليها
ـ طيب ماتشغليش بالك انا هتصرف وأعرف مكانه
ـ لأ هو مابيرودش ومش من عوايده انا كده قلقت
ـ بصى هاتى رقمك ولو قدرت اوصله هكلمك
تبادل المأمور معها ارقام الهواتف واتصل بعد ذلك باللواء رشدى
ـ مساء الخير يا سيادة اللواء
ـ وصفى وجاسر هربوا وانا خايف يكون قاسم ورا الموضوع ده ووقتها ممكن يعمل حاجه تدينه
ـ هربوا امته
ـ فى حدود الساعه ١
ـ انا لسه فى البلد ساعه وهقولك هما فين دلوقتي
وبالفعل ظل اللواء رشدى يراجع الكاميرات إلى أن وجد خط سيرتهم وبلغ المأمور وذهبوا تجاه ذلك المخزن قبل أن يتصرف قاسم تصرف خارج القانون
كان قاسم يتحدث مع عمه
ـ زمان حتلى وطلبت منى اتجوز بنتك ونيسه و قتها رفضت راحت خيا بكل بجاحه الدنيا جتيه تقولى أنا بحبك واتجوزنى وأنا برضوا رفضتها
حاولت تج*تلنى وانا مرضتش اردهالك وقتها قلت يمكن ظالمك .... لكن انت وولادك بجحين ثم القاه بعد ذلك للرجاله من خلفه
ظبطوه يا رجاله وبداؤا الرجاله فر ضر*به
بينما جذب جاسر من شعره وحدفه اسفل قدمه
ـ أنت بجى رأس الحيه بتخطت وبتحاول تسرق الشركه وكمان جتلت مرتى وابنى
امسك قاسم الطبنجه ( المسدس ) و اطلق رصا*صة على قدم جاسر
جعلته يبك*ى ويص*رخ كالحريم
ايه ده احنا لسه فى الأول
ظل قاسم يقوم بتع**ذيب عمه وجاسر إلى أن وصل رشدى و المأمور وقبضوا مره اخرى عليهم
حاول قاسم ان يمنعهم لكنهم سيطروا عليه
المأمور: اهدى يا قاسم عايزك تهدى حقك هيجيلك بعد احاديث طويله مع قاسم بالكاد اقنعوه وبالفعل قبضوا مره اخرى عليهم وذهب جاسر لمستشفى الشرطة ليخرجوا الرص*اصه من قدمه
فى سرايا الهلالى ذهب طليق نعمه ليقابلها وتفاجئت نعمه من وجوده
ـ ياترى رد فعل نعمه ايه لما تشوف طليقها وهو جاى يقابلها مره تانيه ليه ؟؟
وهل قاسم كان يعرف بموضوع عمته وساكت ؟؟
↚
الاخيره
فى سرايا الهلالى دخل نصر لكى يقابل نعمه
وافقت نعمه على لقائه وتحدثت معه بالقرب من الباب رفضت أن تضايفه كما كانوا يفعلوا معه بالسابق
ـ خير يا نصر جاى ليه.. مش انا سبتلك الجمل بما حمل عايز تانى ايه
ـ عايزك ترجعى يا نعمه انتى كنتى نعمه فى حياتى ولما خرجتى منها النعمه راحت منى وعرفت قيمتك
ـ ليه العروسه الجديدة مش شايفه طلباتك ولا ايه
ـ بالعكس بتعايرنى بموضوع الخلفه وبقيت أنا اللى اشوف طلباتها
ـ وجايلى ليه عشان اشوف طلباتك وطلباتها معاك
ـ لا وافجى ارجعيلى وأنا هطلجها أنتى من ساعه ما سبتى البيت والخراب حل والتجار اللى كانوا بيتعاملوا معايا عشان خاطر النسب اللي بيني وبين قاسم بطلوا يتعاملوا معايا من ساعه ما عرفوا اننا اتطلقنا
ـ وقاسم عرف منين أننا اطلقنا انا مقلتلوش حاجه
ـ لأ عارف ومنع التجار يشتروا منى
دخل قاسم عليهم أثناء حديثهم
ـ أنا ممنعتش حد عنك يا نصر أنا بس عرفتك حجمك لما شيلت أيدى من أى حاجة تخصك
انا لما كنت بخلى التجار يشتروا البضاعه بتاعتك كنت بعمل كده عشان عمتى تعيش مرتاحه ولما طلقتها خلاص شيلت ايدى لا بقول اشتروا ولا ماتشتروش انت اقل بكتير اوى من ان انا احطك فى دماغى يا نصر والحمد لله إن عمتى عرفت حقيقتك واتطلقتوا أنا أساساً كنت مستحملك بالعافيه
واتكل على الله بقى ومش عايزين ينشوف وشك تانى وانسى فى يوم انك كنت متجوز عمتى
نظرت نعمه لقاسم بحب
ـ انت كنت عارف
ـ تفتكرى حاجه زى دى مش هعرفها من تالت يوم كنتى فيه هنا وأنا عارف كل حاجه بس مارضتش اكلمك عشان ماوجعكيش تانى وبصراحه انا مكنتش برتاحله أبدا
ـ هو انتوا كده كلكم ما كنتوش بتحبوه
ـ انتى الوحيدة اللى كنت. بتحبيه مش عارف على ايه
ـ كان بيصعب عليا
ـ الجواز يا عمتو مافيهوش صعبانيات لازم تكونى مرتاحه عشان تعرفى تكملى ماينفعش تيجى على نفسك
ـ ربنا يخليك لينا يا حبيبي
ـ ماما عامله ايه
ـ اطلع شوفها
ـ مش قادر اشوفها بالشكل ده
ـ معلش هى محتاجلك بص عليها واتكلم معاها شويه
اماء قاسم برأسه بالموافقة وصعد لغرفه والدته
وجد والدته جالسه على ذلك الكرسى المتحرك تنظر للفراغ امامها
دخل قاسم اليها وقبلها من رأسها
وسحب كرسى وجلس بجانبها
ـ صحتك عامله ايه انهارده ؟؟
معلش كنت مأثر معاكى الفترة اللى فاتت
ظلت جليله صامته تنظر للفراغ ولم يجد قاسم حديث يقوله لها فما حدث لهم أكبر من اى حديث
نظرت له جليله بعيون دامعه حاولت أن تتحدث لكن وضع قاسم يده على فمها
ـ ماتحاوليش تتعبى نفسك وتتكلمى انا عارف انتى عايزه تقولى ايه ماتقلقيش انا اخدت حق فضه من اللى قت**لها
ونجمه طلقتها حسيت انى مش قادر احميها وشعور الذنب متملكنى
عارف عايزه تقولى ايه لو فضه مكنتش مات**ت كانو نجمه هى اللى هتبقى مكانها
أيا كان دى ولا دى هما الاتنين فى يوم من الايام كانوا مكتوبين على اسمى انا طلقتها وادتها حريتها فى الاختيار بدون ضغط لو عايزانى اكيد هيبان
اسيبك ترتاحى وحاولى ماتفكريش كتير ومش انتى لواحدك السبب انا كمان السبب لو كلامك مكنش على هوايا ومزاجى مكنتش عملته ...
ارتاحى يا أما ترتاحى
تركها قاسم وخرج وعادت لشرودها مره اخرى
مر اربعه شهر على تلك الأحداث وكان قاسم خلالهما يهتم بعائله فضه وضاعف المرتب الذى كان يعطيه لهم فهو كان يعلم أن فضه تعطيهم من مصروفها الذى يتركه لها وعاد ليباشر عمله ويباشر القضيه
شعر عفيفى بأن موضوع نجمه وقاسم انتهى
فقد عاد الوضع كما كان فى السابق قبل زواج نجمه من قاسم
حاول عفيفى أن يعرف من نعمه مشاعر قاسم او فى ماذا يفكر بشأن ابنته لكنه لم تخبره نعمه بشئ
فقرر أن يزوج ابنته مره أخرى وبدأ يبحث لها عن زوج
وبالفعل استطاع أن يجد لها عريس تاجر فاكهه فى اواخر الثلاثينات أرمل
ذهب عفيفى لمنزله وهو سعيد ونادى عاى نجمه ليتحدث معها
ـ ازيك يا نجمه عامله ايه وفى جديد مع قاسم
ـ لأ يا بابا والموضوع ده اتقفل عند قاسم واتقفل عندى أنا كمان قبله
ـ طيب الحمد لله أنا بس كنت بطمن قبل ما اكلمك فى الموضوع اللى انا جايلك عشانه
ـ موضوع ايه
ـ جالك عريس إنما ايه تاجر فاكهه كبير أوى وهتعيشى معاه فى مصر
ـ أنا مش بفكر فى جواز ولا ارتباط دلوقتي خالص
ـ إيه الكلام الماسخ ده البت مالهاش غير بيت جوزها وانا مش هبقى متطمن عليكى غير لو اتجوزتى افرضى جرالى حاجه مين يسندك
ـ انا هسند نفسى مش محتاجه حاجه من حد
ـ ده كلام فارغ انا هجيبه وانتى هتجابليه وبلاش تنشفى دماغك دى انا عايزك تعيشى مرتاحه مع واحد شاريكى
ـ زى ماجوزتنى لقاسم كده وكنت قابل إنه يجبلى ضره فى نفس اليوم
ـ كنت فاكر انك ذكيه وهتعرفي تخليه ما يشوفش غيرك
ـ يا بابا الجواز موده ورحمه مش حرب
ـ اهو اللي حصل حصل وانا حددت ميعاد مع الراجل هيجي الاسبوع الجاي وهتقعدي معاه وتقابليه جهزي نفسك بقى
فرج عفيفي من غرفه نجمه وظلت نجمه تفكر في ذلك العريس اللي جابوا باباها وقررت انها تدى فرصه لنفسها وتقابله
مر الاسبوع سريعا وقام أحد العمال باخبار قاسم بوجود عريس سيأتى ليقابل نجمه
شعر قاسم بغيره وغليان داخله نادى على عمته وجدها على علم بوجود ذلك العريس واخبرته أن نجمه وعمها اخبروها أن لا تخبر أحد
( هى اللى قالت للعامل يبلغ قاسم )
ـ يعنى ايه يا عمتى تسمعى كلامهم وتخبى عليا
ـ منا كل أما اكلمك فى الموضوع بتلف وتدور حوالين نفسك والبت مش هتفضل متعلقه كده كتير وعمك مش هيسكت وانت مافيش منك أمل
ـ أنا هتصرف
خرج قاسم من السرايا وذهب لمنزل عمه وطلب أن يقابله
وبالفعل قابله عفيفى واستقبله فى بيته
ـ كلام ايه ده يا عمي هو فعلا في عريس متقدم لنجمه
ـ اه يا قاسم الكلام ده صح وانت يفرق معاك ايه انت طلقتها وخلاص تتجوز تطلق حاجه ما تخصكش
انا حاولت اكلمك كتير وانت مادتنيش عقاد نافع وانا مش هرخص بنتى أكتر من كده
ـ أنا طلّقتها عشان ظروف يا عمي مش عشان أسيبها لحد تاني.
ـ ظروف إيه؟! إنت رميت البت في النص وسايبها تتحمّل وجع مش ذنبها. دلوقتي جاي تزعل عشان حد شاريها بالحلال؟
ـ نجمة ليها مكانة عندي، وأنا مش هسمح لحد يقرب منها.
ـ مكانة! لو كانت ليها مكانة ما كنتش جبتلها ضُرّة في نفس يوم كتب كتابها! بص يا قاسم، أنا مش هسيب بنتي لعبه بين إيديك، يوم معاك ويوم زعلان.
ـ أنا غلطت… بس مش معنى كده إنك تزوّجها أول راجل يخبط هليكم
ـ ده راجل محترم وتاجر كبير، وهيعيشها ملكة. وبعدين إنت مالك! خلّيك في حالك .. اللى بينى وبينك شغل وانك ابن أخويا الله يرحمه اكتر من كده لا وبمنى أنا هعرف احافظ عليها واجوزها اللى يصونها
ـ مش هيحصل يا عمى نجمه دى تخصنى وماغيش أى حد يفكر إنه يرتبط بيها أو حتى يفكر فيها
حاول عفيفي يوقفه:
ـ قاسم! إوعى تعقّد الموضوع أكتر. البت خلاص وافقت تقابله، ومفيش راجع.
ـ لا يا عمى انا هتصرف معاه وانا جاى دلوقتي بنفسى عشان اطلب منك ايد نجمه ووعد منى المره دى مش هزعلها تانى
خرجت نجمه على صوت قاسم فهى سمعت حديثه مع والدها
ـ وانا مش موافقه يا قاسم ... انا مش لعبه فى ايدك كفايه كده
ـ يا نجمه انا بحبك
ـ واللى بيحب حد بيسيبه من غير سبب
ـ مين قالك مافيش سبب
أولا كنت عايز ابعد عنك أى خطر قربك منى كان خطر عليكى كنت خايف معرفش احميكى
ثانياً كنت عايز اتعافى من تأنيب الضمير اللى بيموتنى يا نجمه
ـ ضميرك مأنبك بسببها وانا ايه مفكرتش فيا
قالتها نجمه بغيره وتركهم عفيفى وخرج
ـ لأ يا يا نجمه بالعكس ضميرى كان بيأنبنى بسببكم انتوا الاتنين حبى ليكى يا نجمه كبير كنت خايف اكون ظلمتها وفى نفس الوقت انا عارف ومتأكد انى ظلمتك .....
يا نجمه انا بحبك وانتى بتحبينى ايه نعذ*ب نفسنا اكتر من كده فى البعد ليه ؟؟
هنستفاد ايه انا مش هعرف احب بعدك ولا انتى هتقدرى تحبى غيرى هترتبطى بغيرى ممكن لكن هتقدرى تمنعى نفسك من التفكير فيا ؟
مش هتقدرى زى ما انا مش هقدر
ـ بس على الأقل مش هتظلم
ـ وعد منى عمرى ما هظلمك تانى صدقيني هبقى ليكى لواحدك يا نجمه
بدأت تشعر نجمه أن قلبها بدأ يلين مره اخرى
اقترب قاسم خطوة حتى صار وجهه قريبًا منها، وصوته هادي لكنه مليان رجفة حب:
ـ "يا نجمة… أنا لو همشي العمر كله هدور على واحدة زيك مش هلاقي،
ولو كان ليا ألف قلب مش هيعرفوا يحبّوا إلا إنتي.
ـ أنا يوم ما بعدت عنك كنت بموّت روحي بإيديا… وكنت بحسب إني بحميك،
بس من غيرك ماليش حياة ولا ضهر ولا طعم ميت بالحيا…
رفع يده ومسح دمعتها قبل ما تقع:
ـ نجمة… أنا مش طالب فرصة عشان نفسي… أنا طالب فرصة عشانك إنتي،
عشان اللي جاي من عمرنا يبقى فرحة مش وجع، حب مش حرب."
أمسك يدها بقوة وهو ينظر في عينيها مباشرة:
ـ أوعِدك، من النهارده مافيش غيرك في حياتي… لا ضُرّة ولا جرح ولا خوف.
هعيشلك وأموتلك… وأخلي الدنيا كلها تشهد إني مخلوق ليك إنتي وبس.
تنهد بمرارة وهو يحني رأسه قربها:
ـ يا نجمة… قوليلي كلمة ترجعلي الروح… قوليلي إنك لسه بتقبليني جوا حياتك.
كانت نجمة تحاول تتماسك لكن قلبها اتسرق،
سكتت نجمة للحظة طويلة، عينيها على الأرض كأنها خايفة ترفعها فيهزمها نظراته
قلبها كان بيخبط بقوة لدرجة إنها سامعة دقاته في ودانها.
كل كلمة قالها قاسم شقت ليها طريق، حتى وهي بتحاول تقنع نفسها إنها مش هتصدق.
رفع وجهها بإيده برفق:
ـ بصيلي يا نجمة… لو عينك قالتلي امشي، همشي من غير كلمة،
ولو قالتلي استنى… هافضل واقف قدامك العمر كله."
حاولت تزيح إيده لكن أصابعها ارتجفت:
ـ قاسم… إنت مش فاهم أنا موجوعة قد إيه.
ـ "فاهم… ووجعك موجعني، بس تعالي خليه وجع واحد بدل ما نت*عذب كل واحد لوحده.
نمسح اى وجع لا يبقى وجع ولا جراح
نظرت له أخيرًا، والدموع محبوسة جواها بالعافية.
كان واقف قريب، ريحته، صوته، حضوره… كل حاجة بتشدها له رغم عقلها اللي بيصرخ “أبعدي!”.
ـ ليه يا قاسم؟ ليه دايمًا بترجعلي لما بكون خلاص حاولت أنساك؟
ابتسم ابتسامة كلها وجع:
ـ عشان قلبك مش لحد غيري… زي قلبي ما بيعرفش غيرك.
خطوة صغيرة منه كانت كافية لتختصر المسافة كلها، وبغريزتها رجعت خطوة لورا… لكن ضهرها لمس الحيطة.
حاصرها صوته ونظراته:
ـ مش هلمسك غير لما تقوليلي… بس قولي إني لسه ليَّ مكان جواكي.
شهقت نجمة بصوت واطي، حسّت بحرارة دموعها وهي تهرب من عينها، وبدل ما ترد بالكلام، فضلت واقفة متجمدة، قلبها اللي رد مكانها… دقاته كانت أسرع من أي رد.
قاسم قرب وجهه أكتر وهو يهمس:
ـ "مش لازم تقولي… أنا سامع قلبك.
انا هخرج اكلم عمى قبل ما اتهور هنا
خرج قاسم من الغرفه وكلم عفيفى اللى رحب برجوعهم مره تانيه وكتب قاسم مهر جديد وشبكه جديده كأنه بيتجوز اول مره
وبالفعل تم كتب كتابهم مره تانيه واصبحت نجمه زوجته
فى غرفه نجمه كانت تلك المره تجلس بخوف وتوتر دخل اليها قاسم وهو مبتسم
ـ ايه فين الحاجات الحلوه اللى شوفتها المره اللى فاتت هنا
كنت هموت واشوفك وانتى لابساها وخصوصاً القميص الاسود ده
بصى انا هدخل اغير هدومى اخرج الاقيكى لابسه حاجه على ذوقك كده
دخل قاسم ليبدل ملابسه وقامت نجمه بتبديل ملابسه لقميص ستان من اللون العنابى وكان ذلك أول قميص اشترته وفردت شعرها على ظهرها وكان بطول ظهرها ووضعت بعض مساحيق التجميل الخفيفة مما أعطاها مشهد يخطف الأنفاس
خرج قاسم من المرحاض ووجدها بذلك الشكل المهلك
وقف قاسم للحظة مش قادر ينطق، وكأنه شاف الحلم اللي طول عمره منتظره قدامه.
عيناه لم تفارقها وهي واقفة بخجل، عينيها نصف مرفوعة ونصف هاربة.
ـ "يا… نجمة!"
قالها بصوت واطي لكنه مليان انبهار، واقترب خطوة خطوة كأنه خايف المشهد يختفي لو استعجل.
ـ إيه الجمال ده؟ إيه السحر ده؟ أنا مش مصدق إنك ليا بجد.
نجمة عضت شفايفها من الخجل وهي بتعدل طرف القميص بخفة:
ـ قاسم… كفاية كلام.
ـ كفاية؟ ده أنا نفسي الليلة ما تخلصش.
وقف قدامها تمامًا، عينيه مش سايبة مكان إلا وبتتفحصه بحب ولهفة.
مد إيده ورفع خصلة شعر سقطت على خدها:
ـ عمري ما شفت حاجة أحلى منك… ولا في حلم.
اقترب أكتر وهمس:
ـ حتى لو حاولت أكتب كل الكلام الحلو اللي في الدنيا، مش هيكفي يوصفك دلوقتي.
حاولت تبعد بنظرتها لكن قلبها سبقها، ارتجفت أنفاسها وهو يلمس خدها بلطف.
ـ عارفة يا نجمة… أنا ممكن أفضل عمري كله واقف كده، بس أبصلك.
ضحك بخفة وهو يقرب منها أكتر:
ـ بس أنا مش هقدر أكتفي بالنظر.
ضمها بحنان شديد، حضن دافئ كأنه بيعوض كل لحظة بعد، وهمس في أذنها:
ـ الليلة دي بداية حياتنا الحقيقية… وهخلي كل يوم فيها أجمل من اللي قبله.
رفعت نجمة عينيها له أخيرًا، وابتسامة خجولة ظهرت على وجهها، فطبع قبلة رقيقة على جبينها أولًا، ثم على خدها، وكأن قلبه بيقول: "أنا هنا، وهفضل هنا طول العمر.
جلس قاسم على طرف السرير وهو لسه ماسك إيد نجمة، نظرته مش سايبة عينيها لحظة.
جلست جنبه وهي ما زالت محنية الرأس بخجل.
ـ قاسم… خلاص إحنا رجعنا لبعض، مش عايزة نفتكر الماضي
أمسك يدها بقوة أكبر وقال بجدية:
ـ لأ، أنا عايز أفتكره… عشان ما يتكررش أبداً. المرة دي مش هسيبك ولا هزعلّك، هخلي كل يوم أحلى من اللي قبله
رفعت عينيها له وابتسمت بخفة:
ـ يعني ناوي تدلعني طول الوقت؟
ضحك وهو يقرب وجهه منها:
ـ ده أقل حاجة أعملها. أنا ناوي أحبك الحب اللي يخلّي كل خوف يطير من قلبك.
ثم مسح على شعرها برفق وقال بصوت هادي مليان حنان:
ـ هعيش عمري كله وأنا فاكر اللحظة دي… اليوم اللي نجمة بقت فيه مراتي بجد.
اقترب أكتر حتى صار وجهه قريب جدًا من وجهها وهمس:
ـ قوليلي إنك فرحانة بيا.
تنهدت وهي تبتسم، قلبها بيرتعش:
ـ أنا أسعد واحدة في الدنيا يا قاسم.
ابتسم بعشق وقال:
ـ "وأنا أوعدك، مش هييجي يوم تحسي فيه إنك لوحدك… من النهاردة كل يوم هيبقى بداية جديدة لينا."
ثم ضمها لحضنه بهدوء، لحظة مليانة دفء وأمان وحب صادق.
مرت سنه على جميع الأحداث وضع جليله كما هو دائما ما ترافقها ممرضه لترعاها وكانت نعمه ونجمه دائما يهتمون بها
بعد مرور سته اشهر حملت نجمه وانجبت بنت كان قاسم لا يتركها طوال وقت جلوسه فى المنزل وقامت نجمه بتسميتها فضه وبعد سنتين انجبت مره اخرى ولد وسماه قاسم ( جاسم )
كانت جليله تراهم يلعبون امامها وتبتسم داخلها لكنها لم تستطع أن تلعب معهم او تتحدث معهم فقط كانوا هم من يحاولون دائما أن يجعلوها تتحدث
وخلال تلك الفتره تزوجت نعمه من المأمور وانجبت طفله
وتوته توته خلصت الحدوته
وده يعلمنا مانحاولش نتدخل فى اراده ربنا
تمت بحمدلله
خلصتي؟ الرواية الجاية أقوى وأحلى… تعالي وعيشيها معانا👇
